قال وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي أمس إن الاستثمارات المستقبلية في النفط يجب أن تستمر من أجل تلبية زيادة الطلب العالمي على الخام المتوقع أن تفوق مليون برميل يومياً. وقال أمام مؤتمر عن الطاقة في المنامة: «الطلب على النفط آخذ في النمو. ومن أجل تلبية الزيادة في الطلب ينبغي أن يكون هناك استمرار إن لم يكن زيادة في وتيرة الاستثمارات في صناعة النفط لضمان استقرار السوق على المديين القصير والطويل». وأمام ملتقى «مستقبل الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» الذي نظمته «الشركة العربية للاستثمارات النفطية» (أبيكورب) قال النعيمي: «يبلغ حجم استهلاك النفط في العالم العربي نحو تسعة ملايين برميل يومياً، أو ما يقارب 10 في المئة من إجمالي الاستهلاك العالمي، وفي هذا الوقت الذي تشهد فيه بعض الدول العربية أوضاعاً سياسية غير مستقرة، فإن أهمية العمل العربي المشترك في المجال الاقتصادي تتضاعف، وبالذات في مجال صناعة النفط، فالوطن العربي يملك أكثر من 56 في المئة من الاحتياط العالمي المعروف من النفط، وأكثر من 27 في المئة من الاحتياط العالمي من الغاز الطبيعي، وهي احتياطات مرشحة للزيادة خلال السنوات المقبلة، من خلال الاكتشافات الجديدة، وتطور تقنيات الاكتشاف والإنتاج». ولفت النعيمي إلى «الدور الذي تقوم به السعودية، في استقرار السوق النفطية، واستعدادها المستمر، وسعيها الحثيث، إلى التعاون مع كافة الدول المنتجة والمصدّرة للنفط، سواء من دول داخل أوبك، أو من خارجها، للحفاظ على استقرار السوق والأسعار، يدعم ذلك أن المملكة، ذات صدقية عالية، ومصدِّر رئيس للنفط، فضلاً عن استثمارها في كل مراحل الصناعة النفطية محلياً، وعالمياً». كذلك توقعت وزارة الطاقة الإماراتية أن تبدأ أسعار النفط في التحسن العام المقبل ووصفت قرار «أوبك» العام الماضي بعدم خفض الإمدادات بأنه قرار صائب. وقال وكيل وزارة الطاقة الإماراتي مطر النيادي أمام المؤتمر: «نعتقد أن سياسة أوبك سياسة صائبة... وسيشهد العام المقبل تحسناً في الأسعار... في 2016 قد نشهد بعض التصحيح في السوق». وارتفعت أسعار النفط لكنها ما زالت تقاوم كي تبتعد عن حاجز 40 دولاراً للبرميل إذ عززت وفرة الإمدادات والمخزونات استمرار تخمة المعروض في الأسواق. وجرى تداول خام غرب تكساس الوسيط في العقود الآجلة بسعر 40.91 دولار للبرميل بزيادة 16 سنتاً عن سعر آخر تسوية. وهبط العقد دون 40 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ آب (أغسطس) أول من أمس وقال متداولون إن تغطية المراكز المكشوفة يرجع لها الفضل في المكاسب المحدودة التي تحققت وليس المعنويات الايجابية في السوق. وبلغ سعر خام «برنت» العالمي في العقود الآجلة 44.50 دولار للبرميل بزيادة 36 سنتاً. وفي شكل عام ما زالت أسواق النفط متخمة وأبرز الأدلة الظاهرة على ذلك زيادة المخزونات الأميركية.