لم تكتف بحيرات الصرف المنتشرة في ضاحية الحوية (غرب الطائف)، ببث الخوف والقلق بين الأهالي من انتشار الأوبئة والأمراض، لا سيما «الضنك» بينهم، بل أدخلتهم في حال من التيه خلال البحث عن الجهة المعنية بإزالتها، إذ أكدت البلدية أن إزالة مياه المجاري من الحي من مهمات «مصلحة المياه والصرف الصحي» في المحافظة، فيما ذكرت الجهة الأخيرة أنها غير مخولة رسمياً للتعامل مع المشكلة، ما أدخل السكان في حيرة، وقادهم إلى التفكير في الرحيل من مساكنهم، والانتقال إلى مناطق تنعم بالحد الأدنى من الإصحاح البيئي. وأوضح عبدالرحمن الشريف أن حيهم تحول إلى مرتع للأمراض والروائح الكريهة التي تسببها بحيرات الصرف الصحي المتجمعة في أروقته، مشيراً إلى أنهم فرضوا حظر تجوال على صغارهم في الحي، خشية إصابتهم بحمى الضنك التي تهددهم بانتشار الحشرات بين مساكنهم، خصوصاً البعوض. وقال: «لم ندرك أن الوضع سيتفاقم في الحي ويصل إلى هذا الحد من التدهور في الإصحاح البيئي، وباتت غالبيتنا تفكر في الرحيل منه إلى مناطق تنعم بالاشتراطات الصحية». ورأى سلمان الحارثي أن الوضع البيئي في حي الحوية يتدهور يوماً بعد آخر، معرباً عن مخاوفه من تفاقم الوضع، لا سيما أن بحيرات الصرف تطوق العديد من محال الوجبات السريعة، ما يسهم في تلوثها. وتمنى من الجهات المختصة التدخل لإزالة الخطر المحدق بهم، ومحاسبة الأهالي الذين يتهاونون في شفط «بيارات» منازلهم التي تغرق طرق الحي، موضحاً أن غالبية السكان باتوا يفكرون في الرحيل من المنطقة إلى أحياء تتمتع بالحد الأدني من الإصحاح البيئي. وقال: «عندما نقلت شكوى سكان ضاحية الحوية إلى رئيس بلدية شمال الطائف، أكد أن المشكلة خارج اختصاصه، وطالبنا بمراجعة مصلحة المياه والصرف الصحي في المحافظة، التي بدورها ذكرت أنها غير مخولة بشكل رسمي للتعامل مع المشكلة».