في وقت تشهد فيه أوروبا وأميركا الشمالية انخفاضاً ملحوظاً في إعداد النحل لأسباب عدة منها المبيدات، أوضحت دراسة أجراها باحثون فرنسيون أن المبيدات الكيماوية المشابهة للنيكوتين "نيونكوتينويد" (neonicotinoid pesticides) تؤذي النحل في شكل فردي، وان المستعمرة تستطيع تعويض الخسائر من خلال رفع الانتاج. وأظهرت الدراسة أن النحل الذي يقتات من المحاصيل التي تعرضت لهذا النوع من المبيدات، يموت بمعدل اكبر من المعتاد، لكن المستعمرة تستطيع سد الفجوة الانتاجية التي يسببها موت النحل من خلال زيادة الانتاج. ونقلت "هيئة الاذاعة البريطانية" (بي بي سي) عن المشرف على الدراسة والعضو في "المعهد الوطني الفرنسي للبحوث الزراعية" الدكتور مايكل هنري، إشارته إلى أن "معدل متوسط العمر للنحلة الواحدة التي تقتات على المحاصيل المعالجة بهذا النوع من المبيدات، أقل من المتوقع"، مضيفاً أن "المستعمرات تغطي الفجوة التي تسببها هذه الخسائر من خلال زيادة الانتاج داخل الخلية". وقال الدكتور آلان ديوار من شركة "ديوار كروب بروتيكشن" إن "خلاصة هذه الدراسة أن خلية النحل في شكل عام، وخلية نحل العسل في شكل خاص، تعوض الخسائر التي تتعرض لها بيئتها". وتحوي المبيدات الكيماوية المشابهة للنيكوتين سموماً مدمرة للحشرات، في وقت تشهد فيه اعداد خلايا النحل في أميركا الشمالية وأوروبا انخفاضاً ملحوظاً، لأسباب عدة منها المبيدات الكيماوية والأمراض وتدمير للبيئة. وأوضح الدكتور في "جامعة برمنغهام" سكوت هاورد أن "هذه الدراسة تعيد تسليط الضوء على الدعوات لمنع هذه المبيدات"، مشيراً إلى الحاجة إلى دراسات مشابهة على أنواع أخرى من الحشرات الملقحة. وأضاف أنه "تجدر الإشارة إلى أن الحشرات الملقحة الاخرى لا تمتلك القدرة التي تمتلكها مستعمرات نحل العسل، ما يجعلها أكثر عرضة للتأثرات التي تتسبب بها هذه المبيدات". وكانت محكمة أميركية أمرت في أيلول (سبتمبر) الماضي بحظر استعمال نوع "سولفوكسالور" (sulfoxalor) من هذه المبيدات، عازية ذلك إلى أن "وكالة حماية البيئة" الأميركية اعتمدت معلومات "خاطئة ومحدودة" لاستعمالها في ظل المخاطر التي يواجهها النحل، في وقت تسمح قوانين الاتحاد الاوروبي باستخدام هذا المبيد، لكنها تحظر استعماله على المحاصيل المزهرة. وفي بريطانيا، رفعت السلطات المختصة، وفي شكل موقت، حظراً كانت أقامته على هذه المبيدات، وسمحت باستعمله في مناطق محددة من انكلترا.