اعرب الصحافي الفرنسي نيكولا هينان الذي سبق ان احتجزه تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) لمدة 10 أشهر، عن حزنه وألمة لما تعرضت له بلاده من سلسلة اعتداءات دامية يوم الجمعة الماضي. وذكر هينان في مقال نشرته صحيفة «غارديان» البريطانية ان معظم الناس لا يعرفون عن «داعش» سوى المواد الدعائية، ولكن بصفتي كنت اسيراً لديهم، فإنني التقيت العشرات منهم، بما في ذلك محمد اموازي الملقب ب «الجهادي جون»، والذي كان يناديني ب «الأصلع». وقال هينان: «في بعض الاحيان كنت ادردش معهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. هم يقدمون انفسهم كأبطال خارقين، ولكن في حقيقة الامر وبعيداً عن الكاميرات، هم مثيرون للشفقة وجبناء». وأضاف: «غالبية من تقطعت رؤوسهم كانوا زملائي في الزنزانة، وكان السجانون يعذبوننا نفسياً. وفي أول مرتين كنا نصدق كل ما يقولونه لنا، بدءاً من الافراج و حتى التهديد بالقتل، ولكن بعد ذلك فهمنا انهم يمازحوننا ويتلاعبون بأعصابنا». وتابع: «من وجهة نظرهم لا يمكن للمسلم ان يتعايش مع المجتمعات الغربية، وكانت الصور التي تنشر في التلفزيون عن ترحيب ألمانيا بالمهاجرين مشكلة تقلقهم. ولا يريدون التسامح والانسجام مع الآخر». وقال ان استهداف فرنسا جاء باعتبارها المكان الذي يمكن أن تزرع الانقسامات فيه بسهولة، مؤكداً: «أنا لا ادافع عن التنظيم، ولكن ردنا تجاه الاعتدءات بالعنف والغارات سيزيد الوضع سوءاً». وأوضح هينان: «بينما نحاول تدمير داعش، يوجد 500 ألف مدني محاصرون في مدينة الرقة السورية، فماذا عن سلامتهم وامنهم؟ في اعتقادي ان الشعب السوري بحاجة للأمن والامان، والا سيتحولون الى جماعات متطرفة»، مضيفاً ان الرئيس السوري بشار الاسد هو المسؤول عن وجود التنظيم، وطالما هو في السلطة فمن الصعب القضاء على «داعش». وأسر التنظيم هينان في مدينة الرقة السورية، في حزيران (يونيو) 2013، وحُرر العام الماضي من براثن التنظيم، وألف كتاب «أكاديمية الجهاد»، ليُظهر لشعوب المنطقة أنه لا يزال في الغرب أشخاص يفهمون معاناة هذه الشعوب.