واصلت السفارة الفرنسية في لبنان لليوم الثاني على التوالي أمس، استقبال المعزّين بضحايا الهجمات الإرهابية في فرنسا. وقدّم وزير العمل سجعان قزي التعازي للسفير الفرنسي ايمانويل بون. وجدد بون بعد زيارته لاحقاً شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في دار الطائفة تأكيد «تمسّك فرنسابلبنان الحر والمتعدد الذي يحترم حقوق كل الطوائف ويسعى لأن يعيش اللبنانيون بأمن وسلام فيه». وقال: «أكرر هذه الرسالة الآن، لأن لبنان وكما فرنسا يواجهان الإرهاب الذي يواجه الإنسانية ويهدد وحدة بلادنا ومجتمعاتنا، وعلينا أن نكون موحدين ونتحلى بالوحدة والعزم». ودعا الشيخ حسن إلى «مقاربة دولية موحدة لطريقة جبه الإرهاب والتطرف والظلم». كما دعا إلى «الاستثمار في المواقف الإيجابية التي صدرت عن القيادات السياسية اللبنانية بعد الاعتداء الإرهابي في برج البراجنة، والبناء على هذا التقارب الوطني لإنتاج تسوية محلية تعيد الروح إلى مؤسسات الدولة، بدءاً من رئاسة الجمهورية وصولاً إلى الحكومة والمجلس النيابي». ورأى عضو «اللقاء الديموقراطي» هنري حلو في بيان أن «قرار مواجهة الإرهاب الذي اتّخذته فرنسا يجب أن يكون بداية استنفار دولي لوضع حدّ لهذه الظاهرة التي تهدد العالم كله»، معتبراً أن «هذه الحرب العالمية ضد الإرهاب ينبغي أن تكون اتحاداً حضارياً في وجه التخلف، لا أن تتحول إلى صراع حضارات». ودعا «العالم كلّه إلى الإسراع في إطلاق مواجهة مشتركة تحرص على إنهاء بؤر الاستبداد والديكتاتورية التي تؤجج الإرهاب». كما دعا «اللبنانيين إلى الاتحاد حول مؤسساتهم كما توحدت فرنسا للدفاع عن قيمها»، معتبراً أن «بشائر المناخات الإيجابية التي تلوح في الأفق تبعث على الارتياح، لكنّ المهم أن تترجم إلى اتفاق سياسي تكون رئاسة الجمهورية حجر الزاوية فيه». وزار ممثلو الأحزاب من قوى 8 و14 آذار والحزب الشيوعي والجمعيات اللبنانية السفارة اللبنانية لدى باريس، مجددين ثقتهم «بقدرة فرنسا على النهوض أقوى من قبل». وأكدوا أن «الحرب مشتركة ضد الإرهاب، وإن الشعبين اللبناني والفرنسي سيظلان متحدين للدفاع عن قيم التسامح والإنسانية».