أعربت الولاياتالمتحدة أخيراً عن مخاوف من تهديد روسي على شبكة الإنترنت، تزامناً مع ذكرى إرسال الرسالة الأولى، عندما قطعت رسالة غير مكتملة مسافة 643 كيلومتراً بين جامعة كاليفورنيا ومركز أبحاث ستانفورد. وتزايدت المخاوف الأميركية من احتمال أن تخطط روسيا لقطع كابلات نقل بيانات الإنترنت في قاع البحر، خصوصاً بعدما رصد قادة بحريون ومسؤولو استخبارات «تزايد نشاط روسيا في شكل كبير على امتداد الطرق المعروفة لهذه الكابلات من بحر الشمال إلى شمال شرقي آسيا والمياه القريبة من الولاياتالمتحدة». وأكثر ما يقلق «بنتاغون» ليس أن تقطع روسيا الكابلات، لأن ذلك حدث فعلاً الأسبوع الماضي، عندما قطعت باخرة كابلات الألياف البصرية التي ربطت الجزائر بفرنسا، إنما المقلق هو أن تقوم روسيا بقطع الكابلات الموجودة في أعمق أعماق البحار، والتي من الصعب ايجادها وإصلاحها، خصوصاً أن أماكن وجودها ليست سراً، إذ انها اتبعت الطرق نفسها منذ تمديدها في الستينات. ويأتي تاريخ الإنترنت عندما وصف جي سي آر ليكليدر من معهد التكنولوجيا في جامعة ماسوشيتس (إم آي تي) التفاعل الاجتماعي القابل للتطبيق عبر شبكات البيانات في العام 1962، وهو الشخص الأول الذي فعل ذلك في مجموعة ناقش فيها مصطلح «غالكتيك نيتورك»، وتحدث فيها عن ربط مجموعة من أجهزة الكومبيوتر في مختلف أنحاء العالم بشبكة واحدة تمكن مستخدميها من تبادل المعلومات والبرامج. وفي العام ذاته، قاد ليكليدر البرنامج البحثي الأول في الكومبيوتر بدعم من وكالة مشاريع البحوث المتطورة، وعمل بعده باحثون على تطوير التواصل عبر الشبكات لاقتناعهم بأهميته، ومن بينهم لورانس جي روبرتس وايفان سوثرلاندوبوب تايلور وليونارد كلاينروك وتوماس ميريل. وفي العام 1965، طور روبرتس مع ميريل أول شبكة اتصال بين جهازي كومبيوتر من بعد، وهما «تي إكس» في ماسوشيتس، و«كيو 32» في كاليفورنيا باستخدام خط الهاتف. وانضم روبرتس في نهاية العام 1967 الى «وكالة مشاريع البحوث المتطورة» (أربا) لتطوير التواصل عبر شبكات البيانات، والتي سميت «أربانت» آنذاك نسبة الى الوكالة التي مولت المشروع. وتمكن الطالب شارل كلاين في 29 تشرين الأول (أكتوبر) 1969 من إرسال الرسالة الأولى عبر «أربانت» (الشبكة الحاسوبية) التي طُورت لتصبح شبكة الإنترنت العالمية، في ما اعُتبر ثورة في عالم التفاعل البشري. وتعتبر «أربانت» واحدة من أهم ركائز شبكة الإنترنت العالمية الحالية، الأمر الذي أوضحه السباق في مجال الانترنت فينتون سيرف، الذي يعتبر مع روبيرت خان من مؤسسي الانترنت، خصوصاً بعدما توصلا الى برتوكولات الاتصال «تي سي بي» و«آي بي». وفي العام 1970، تمكنت «أربانت» من توسيع شبكتها لتصبح شبكة الانترنت العالمية التي نعرفها الآن، مستفيدة من تطور برتوكولات الاتصال «تي سي بي» و«آي بي» في الشبكات الحاسوبية، وهي مجموعة بروتوكولات تشكل ميثاقاً لسلامة نقل البيانات والتوافقية في الشبكة، لحلها مشكلة عدم توافقية الأنظمة بين الشبكات المختلفة.