أعلنت بعثة الأممالمتحدة إلى ليبيا في تقرير نشرته أمس، أن المهاجرين الساعين إلى السفر بطريقة غير شرعية نحو أوروبا انطلاقاً من السواحل الليبية يتعرضون إلى «عنف وحشي» من قبل المهربين في هذا البلد الغارق بالفوضى الأمنية، متهمةً كل اطراف النزاع في ليبيا بارتكاب انتهاكات ضد القانون الانساني الدولي يمكن أن تشكل جرائم حرب. وذكر التقرير الذي اعدته البعثة بالتعاون مع المفوضية السامية لحقوق الانسان أن المهاجرين «أصبحوا ضحايا للعنف الوحشي والإكراه وإساءة المعاملة على ايدي المهربين، في طرق التهريب، وفي ما يطلق عليها اسم بيوت الارتباط، حيث ينتظرون المغادرة إلى أوروبا» في زوارق. ونقل التقرير عن مهاجرين قولهم إنهم تعرضوا «للتعذيب لانتزاع مزيد من المال من أسرهم، في شكل بدا وكأنه عمل منسق لعصابات اجرامية متمركزة في بلاد المنشأ وبلاد العبور»، بينما ذكر آخرون أنهم مُنِحوا «كميات قليلة من الغذاء بهدف انقاص وزن المسافرين». كما تحدث آخرون عن «رؤية النساء وهن يؤخَذن في الليل ويتم الاعتداء عليهن». وأشار التقرير إلى أن الصراعات السياسية و»أعمال العنف المميتة» التي تعصف بليبيا، من بينها القصف العشوائي للمناطق السكنية وأعمال الخطف والتعذيب، ساهمت «في انهيار عام للقانون والنظام»، معتبراً أن كل الأطراف في ليبيا «ارتكبت انتهاكات ضد القانون الانساني الدولي بما في ذلك تلك التي قد تشكل جرائم حرب». ووفق التقرير، فإن «انهيار القانون والنظام والاقتتال الداخلي» مكنا «المجموعات التي بايعت ما يدعى بتنظيم «الدولة الاسلامية» من السيطرة على مساحات من الاراضي في ليبيا، حيث ارتكبت تجاوزات جسيمة». وعدد التقرير بعض هذه «التجاوزات الجسيمة» ومن بينها «الاعدامات العلنية لأشخاص بسبب دياناتهم أو ولاءاتهم السياسية» إضافة إلى أعمال «البتر والجلد».