قالت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا في تقرير رسمي "تحدث انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني في مدينتي طرابلس وبنغازي الليبيتين، مع تداعيات وخيمة على المدنيين والبنية الأساسية المدنية". وذكر التقرير أن المقاتلين "لا يعبؤون فيما يبدو بالآثار المحتملة لأعمالهم ضد المدنيين. وهم غير مدربين ومنضبطين بشكل كاف. بالإضافة إلى ذلك فإن استخدام أسلحة وذخيرة افتقرت للصيانة وبها عيوب يزيد من عدم دقتها". ويأتي تحذير البعثة الأممية ومكتب حقوق الإنسان بعد أيام قليلة على إقرار الحكومة الليبية المؤقتة من ملجئها في شرق البلاد بأنها فقدت السيطرة فعلياً على طرابلس، وأن المليشيات المسلحة باتت هي التي تسيطر عليها. واتهم التقرير المسلحين بالقيام ب "قصف عشوائي ومهاجمة أهداف مدنية، وقصف مستشفيات، وخطف مدنيين، والقيام بعمليات تعذيب وقتل تعسفي للمدنيين، ومن بينهم نساء وأطفال". وقال التقرير "عشرات المدنيين خطفوا، كما يتردد، في طرابلس وبنغازي لمجرد انتمائهم القبلي أو توجههم الديني، أو الاشتباه بذلك الانتماء، وما زالوا مفقودين منذ اختطافهم". وناشدت وكالتا الأممالمتحدة كافة الأطراف أن تجعل حماية المدنيين في مقدمة أولوياتها. وقالت المنظمتان في بيان مشترك "على المجموعات المسلحة أن تكف عن انتهاك حقوق الإنسان الدولية والقانون الإنساني، خاصة كل الأعمال التي تصل إلى جرائم حرب، بما في ذلك القصف العشوائي، والإخفاء القسري، والقتل، والخطف، والتعذيب، وغير ذلك من سوء المعاملة وتدمير الممتلكات". في سياق متصل، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن العمال المهاجرين في ليبيا يعيشون أوضاعاً مروعة مع احتدام القتال بين الجماعات المسلحة، حيث يقبعون في مراكز للاحتجاز، أو مشردين بدون مأوى أو طعام أو ماء، مما ينذر بإقدام أعداد كبيرة منهم على ركوب الزوارق في البحر المتوسط للفرار إلى إيطاليا. وقالت المنظمة "هناك ما يزيد عن 200 ألف عامل مهاجر في طرابلس وبنغازي ومصراتة وضعهم خطر مع صعوبة القيام بعمليات لإجلائهم بسبب الأوضاع الأمنية". وأكدت أن تصاعد العنف في ليبيا على مدى الشهرين الماضيين أدى إلى تشريد ما يزيد عن 150 ألف شخص في طرابلس التي غادرها ما يزيد عن 31 ألف عائلة. في غضون ذلك، قصفت مروحية تابعة للجيش الليبي مخازن ذخيرة تابعة لمقاتلين متشددين في مدينة بنغازي في شرق ليبيا. وقال قائد قوات الصاعقة الخاصة العقيد ونيس بوخمادة في تصريحات صحفية إن قواته قصفت بالمدفعية عدداً من مخازن الذخيرة في المعسكرات التي يسيطر عليها المتشددون. كما أفاد سكان المنطقة بأنهم سمعوا أصوات تحليق طائرات هليكوبتر في الأجواء وشاهدوا الانفجارات الضخمة في أحد ضواحي بنغازي التي أضاءت ليل المدينة.