معروف أن الألوان تؤثر عادة في مزاج الأشخاص سواء في لباسهم ام أغراضهم أم الأثاث المحيط بهم. ومن الألوان ما يشعر النفس بالراحة والتفاؤل، أو بالانفعال والقلق، فيما يرمز بعضها إلى مجموعات معينة رياضية كانت أو سياسية أو دينية. وفي السعودية يعتبر بعض الألوان محظوراً اجتماعياً ويؤثر سلباً في من يرتديها في يوم غير مناسب لدرجة قد تورط صاحبها بمشكلات هو في غنى عنها. ومن المثير للشبهات مثلاً ارتداء الرجل ثوباً ألوانه زاهية كالبنفسجي أو الوردي أو البرتقالي، ما يشكل خروجاً عن المألوف والمتعارف عليه. لم يتوقع مبارك حامد أن يثير نظرات الاستهجان التي طاردته لدى خروجه من المنزل. نظر إلى نفسه لعله خرج بفردتي حذاء مختلفتين أو أن أزرار قميصه غير متطابقة لكنه لم يجد أي خطأ في شكله، ليخبره زميله بأنَّه يرتدي ثياباً بلون الفريق المنافس لفريق المنطقة ذي الشعبية الضخمة. ومن حسن حظ مبارك أنه تفادى احتمال تعرضه للضرب وهو ما يمكن أن يحدث لو أنه شوهد في استاد رياضي أو مقهى. أما خالد سعيد المعروف بحبه للألوان الزاهية وخصوصاً اللون الأحمر فتعرض لمساءلة من أحد المارة عندما ارتدى قميصه المقلم بهذا اللون. ولم يفهم سبب الاستغراب مما وصف ب «الجرأة» لارتدائه هذا اللون لكونه بألوان الشماغ الذي يرتديه عدد كبير من الشباب في السعودية. وفي يوم الفالنتاين، قررت أريج عمر التي تعمل موظفة في مصرف أن ترتدي قميصاً باللون «المحظور» ففوجئت بإحدى العميلات تستفسر عن خيارها. سألتها أريج بدورها «وما الخطأ فيه؟» لتدخل الشابتان في جدل ومشادة كلامية حول الحلال والحرام وترويج الغريب. وتلعب الموضة والسلع الجديدة في الأسواق دوراً رئيساً في شيوع ألوان وخفوت أخرى، كما أن التسويق لبعض السلع يؤثر في الحكم على الألوان ومعانيها.