اختتم برنامج المواهب التمثيلية «آراب كاستينغ» ARAB CASTING الجمعة الفائت حلقة العروض المباشرة الثالثة، والتي تأهل إليها 35 مشتركاً من بين آلاف المتقدمين، بعدما كان مقرّراً تأهل 40، قبل أن يتم اختيار 20 متسابقاً لخوض هذه المرحلة، 10 شباب و10 صبايا، فتنتهي بنيل الفائز من كل فئة عقداً احترافياً مع شركة «كلاكيت للإنتاج الفني». رافق فترة العرض سؤال جدّي حول أفضلية الموهبة أم الدراسة الأكاديمية في مجال التمثيل، وضرورة وتكامل كليهما من جهة، ومن جهة أخرى حول أهمية الخلفية الأكاديمية لدى الحكام، بخاصة أن لجنة التحكيم عكست بدورها هذه المعادلة من خلال الممثلين السوريين قصيّ خولي وباسل خيّاط واللبنانية كارمن لبّس الذين تخرجوا في معاهد أكاديمية للتمثيل، مقابل المصرية غادة عبد الرازق التي سطعت موهبتها في عالم التمثيل من دون دراسة. وأظهرت تعليقات الحكّام خلال مجموعة الاختبارات والتصفيات التي خاضها المتسابقون، التمايز بين الاتجاهين، ففي حين كانت توجيهات وتقويمات لبّس وخياط وخولي أكثر علميةً وتحديداً، واستخداماً لمسميات دقيقة في التمثيل (مثل: اخرج صوتك من صدرك، وأين لغة الجسد في التعبير...)، جاءت مداخلات عبد الرازق أكثر عفوية وقرباً مما قد يقوله مشاهد الأداء (مثل: لم تقنعني، وانت وسيم جداً...). في هذا الإطار، قابلت «الحياة» أعضاء لجنة التحكيم، والمدربين جلال شمّوط وأدهم مرشد، في كواليس البرنامج، فأجمعوا على احتلال الموهبة المرتبة الأولى. وقال مرشد إنه «إذا لم تتمتع بدراسة أكاديمية، من الممكن أن تشقّ طريقك في عالم التمثيل، وبالتالي إثبات نفسك وتطوير الموهبة مع الوقت، ولكن لا يمكنك فعل الأمر عينه بالدراسة الأكاديمية وحدها». ووافقت عبد الرازق على كلام زميلها السوري، قائلةً: «الموهبة طبعاً هي الأهم. كثيرون يتلقون دراسة أكاديمية ولا ينجحون، الموهبة طبعاً هي الأساس، أنا لم ادرس واعتمدت على موهبتي». وفي المقابل شدّد المدربون وأعضاء اللجنة على ضرورة استكمال الموهبة بالدراسة وتطويرها. ورأت لبّس أنه «إذا لم يمتلك الشخص موهبة، لن ينجح لو درس عشرين سنة. النقطتان الأساسيتان هما الموهبة أولاً وتنميتها وتطويرها ثانياً، وليس من الضروري أن يدرسها أكاديمياً بل يمكن أن يدرب نفسه بنفسه ويقوي موهبته». وأشار شمّوط إلى دور البرنامج في التعويض للمشتركين ما ينقصهم أكاديمياً، موضحاً: «هناك مواهب كثيرة من دون خلفية أكاديمية، لذلك نعطي جرعة مكثفة منها»، علماً أن الدروس الأكاديمية في «آراب كاستينغ» تجري تحت إشراف المخرج السوري حاتم علي، وتشمل دروساً في التمثيل والأداء المسرحي والتلفزيوني والسينمائي. وأكّد خولي الدور الأكاديمي، قائلاً: «الممثل الذي درس، قام بذلك في ظروف صعبة جداً في مدارس متعددة، ودخل في دراسات كثيرة حول تحليل الشخصية، وتاريخها، وغيرهما من الأمور. القصة ليست بهذه السهولة أبداً، لكن هذا لا ينفي قضية الموهبة، وهي نعمة من الله، يحصل عليها الممثل ويجب عليه أن يطورها بالاجتهاد والبحث والمثابرة». وأضاف خولي: «هذا لا يعني أننا في البرنامج قادرون على أن نكون دقيقين مئة في المئة، الجرعة الأكاديمية ضرورية جداً، وكل مشترك يجب أن يتعلّم. الأستاذ حاتم علي، أدهم مرشد، جلال شمّوط، يعطونهم أموراً أكاديمية ويعلمونهم قدر المستطاع، وليس أي شخص يحب التمثيل يمكن أن يقف ويمثّل». ولفت خيّاط إلى ما يعتبره الأهم في برنامج مثل «آراب كاستينغ». «الموضوع لا يتعلق بتقويم أشخاص، هو محاولة لوضع بعض المواهب التي تكون استثنائية على الطريق الصحيح في مشوارها الاحترافيّ». البرنامج من تقديم أسيل عمران ووسام بريدي، ويعرض على قنوات «أبو ظبي» و «أم تي في» اللبنانية» و «النهار» و «الشروق» المصريتين.