أظهر مقطع فيديو بثته قناة «فلسطين اليوم» وانتشر على موقع «يوتيوب»، الإثنين الماضي، تحقيق عناصر من الاستخبارات الاسرائيلية مع الطفل الفلسطيني أحمد مناصرة البالغ من العمر 13 سنة بطريقة عنيفة. وظهرت في الفيديو محاولة عناصر الاستخبارات الإسرائيلية ترهيب مناصرة لجعله يعترف بأنه حاول تنفيذ عملية طعن ضد مستوطنين اسرائيليين في القدسالمحتلة. وبدا الانهيار واضحاً على الطفل مناصرة بعد الصراخ عليه من قبل ثلاثة محققين، أرادوا إجباره على الاعتراف ضد نفسه وضد ابن عمه حسن مناصرة، بتلك التهمة التي يقول الطفل إنه لا يذكر أحداثها. وكرر الطفل مناصرة خلال التحقيق تأكيده أنه لا يتذكر قيامه بمحاولة الطعن، إلا ان المحقيين أصروا على تقديمه اعترافاً بذلك عارضين عليه شريط فيديو سجلته كاميرات المراقبة في مكان الحادث، ما اضطره للاعتراف وهو يبكي وفي حال انهيار كامل، في ظل ما تعرض له من ضغط نفسي رهيب من المحققين. وأثار مقطع فيديو آخر تداوله ناشطون غضب مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيّما «تويتر»، يظهر جنوداً إسرائيلين يطلقون النار على مناصرة، ويصيبونه بصورة خطرة بذريعة انه وصل إلى مستوطنة «لبسغات زئيف» لطعن إسرائيليين. وظهر مناصرة وهو ينزف أمام أعين الجنود الذين قاموا بشتمه وسبه باللغة العربية، بدلاً من اسعافه أو بتقديم المساعدة إلى طفل على مشرف الموت. وأشار مغردون إلى أن هذا المشهد غير الإنساني أعاد إلى الأذهان صورة استشهاد الطفل محمد الدرة، الذي أستشهد في قطاع غزة في ال 30 أيلول (سبتمبر) العام 2000، في ثاني أيام «انتفاضة الأقصى»، في مشهد لا يقل وحشية عن الطفل مناصرة. وانتشرت صور كاريكاتورية تعبر عن المشهد، تصور إحداها جنديا إسرائيليا وهو يطلق النار على أحمد مناصرة بيد، ويحمل في اليد الأخرى هاتفاً محمولاً يصور به الطفل. وكان محامي هيئة شؤون الأسرى طارق برغوث اتهم النيابة العسكرية الاسرائيلية والحكومة الاسرائيلية بالتآمر على مناصرة، باختلاق الأكاذيب والادعاءات الباطلة لإدانة الطفل القاصر وزجه في السجن وفرض حكم رادع عليه. وقال المحامي البرغوث إن النيابة الاسرائيلية قدمت لائحة اتهام ضد الطفل مناصرة في المحكمة المركزية في القدس، والتي عقدت بحضور الطفل مناصرة في 30 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، وإن هذه اللائحة تدين مناصرة بمحاولة طعن المستوطنين، ما حدا بالمحامي البرغوث الى تفنيد هذه الادعاءات واتهام الشرطة الاسرائيلية بالكذب والخضوع لحملة التحريض التي شنتها وسائل الإعلام الإسرائيلية ضد الطفل مناصرة، خصوصاً بعد الفضيحة الإعلامية والأخلاقية لجنود ومستوطنين اسرائيليين لاحقوا الطفل القاصر في شوارع القدسالمحتلة وقاموا بدهسه وضربه بشكل متوحش، واصابته بجروح بالغة في الرأس والمطالبة بقتله. ونفى البرغوث خلال المحكمة التهمة المنسوبة الى الطفل مناصرة بالطعن، مطالباً بإطلاق سراحه فورا،ً خصوصا أن القانون الجنائي الإسرائيلي لا يجيز احتجاز المناصرة بسبب كونه قاصرا، ولا يجوز القاء عقوبة السجن الفعلي عليه. وقال البرغوث ان الطفل مناصرة اشتكى من الممارسات التعسفية التي تعرض لها منذ اعتقاله ووجوده في المستشفى، وأنه تعرض للضرب الشديد والشتائم التحريضية المستمرة التي طالبت بقتله، مشيراً إلى أن السجانين والشرطة تعاملوا معه بشكل انتقامي ولا إنساني رغم اصابته ومعاناته الشديدة.