نشرت صحيفة «لو باريزيان» الفرنسية، قبل ساعات فقط من هجمات باريس صباح أول من أمس (الجمعة)، دراسة تفيد بأن الخوف من الإرهاب يحتل المرتبة الثانية بعد البطالة في لائحة هواجس الفرنسيين. وأجرت الصحيفة دراسة خاصة عن الخوف المتزايد من الإرهاب في المجتمع الفرنسي، بعنوان «الخوف الكبير من الإرهاب»، تضمنت ثمانية عوامل مختلفة تشغل أذهان الفرنسيين، بما فيها العنصرية والفقر والصحة والانحراف. ووفق دراسة «لو باريزيان»، فإن الخوف من الإرهاب حل في المرتبة الثانية بعد البطالة، إذ اعتبر 17.7 في المئة من الفرنسيين الذين تزيد أعمارهم على 14 عاماً، أن الإرهاب هو مصدر القلق الأول للمجتمع الفرنسي، فيما كان 2.6 في المئة فقط من السكان يعتبرون الخوف من الإرهاب، مصدر قلقهم الرئيسي خلال العام الماضي. وأظهر الاستطلاع أن 38.3 في المئة من الفرنسيين لا يزالون يعتبرون أن البطالة تشكل الهاجس الأول لهم بعدما كانت النسبة 46.7 في المئة في العام الماضي. وجاء الفقر في المرتبة الثالثة، إذ اعتبر 12.1 في المئة ممن استُطلعت آراؤهم أنه يشكل الهاجس الأكبر لهم، فيما كانت النسبة في العام الماضي 14.9 في المئة. وذكر الاستطلاع أن المشاكل المتعلقة بالصحة أتت في المرتبة الرابعة في سلم هواجس الفرنسيين، إذ أن 10.6 في المئة منهم عبّروا عن قلقهم لجهة صحتهم، فيما كانت النسبة العام الماضي 11.8 في المئة. وحلت العنصرية والتفرقة في المرتبة الخامسة، إذ اعتبر 9.7 في المئة من المستطلعة آراؤهم أن الخوف من العنصرية والتفرقة يشكل هاجساً كبيراً لهم، وتراجعت هذه النسبة عما كانت عليه العام الماضي، مسجلةً 13.8 في المئة. وواجهت فرنسا تهديدات إرهابية متعددة خلال العام الحالي، بما في ذلك الاعتداء على مكاتب مجلة «شارلي إيبدو» في كانون الثاني (يناير) الماضي وإحباط عملية إطلاق نار في محطة للقطار وحادثة قطع رأس شخص وإصابة آخرين في مصنع للغاز في حزيران (يونيو) الماضي. واللافت وفق ما أشار مصدر مطلع، أن هذه الدراسة جاءت قبيل العمليات الإرهابية التي استهدفت باريس وذهب ضحيتها 129 قتيلاً وأُصيب 352 آخرون، بينهم 99 في حال خطرة، في اعتداءات غير مسبوقة. وأضافت مصادر أخرى أن ثمانية إرهابيين شاركوا في الاعتداءات، بينهم أربعة كانوا يحتجزون رهائن في مسرح «باتاكلان»، بينما قُتل ثلاثة آخرون خارج "استاد فرنسا الدولي" ومسلح آخر في جادة فولتير على مقربة من مسرح «باتاكلان». وتابعت ان الاعتداءات وقعت على الشكل الآتي: «انتحاري فجر نفسه في ملعب فرنسا الدولي شمال باريس، وهجوم استهدف مسرح باتاكلان وسط باريس، حيث احتجز المهاجمون رهائن، في حين وقعت خمس هجمات أخرى في خمسة مواقع في أحياء وسط العاصمة، تكتظ بالزائرين مساء كل جمعة قرب ساحة الجمهورية».