أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند حال الطوارئ في فرنسا بعد الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت باريس أول من أمس (الجمعة)، وذهب ضحيتها 129 قتيلاً. ويُعتبر هذا الإعلان نادر الحدوث في فرنسا، إذ سبق للسلطات الفرنسية أن أقرته مرة واحدة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى ثلاث مرات فرضت فيها حال الطوارئ في الجزائر أثناء الاحتلال الفرنسي لها، ومرة واحدة في مستعمرة كاليدونيا الفرنسية في المحيط الهادئ. وفُرضت حال الطوارئ للمرة الأولى داخل حدود فرنسا في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) 2005، بعد أعمال عنف واضطرابات شهدتها ضواحي باريس، وامتدت إلى مدن ومناطق أخرى. وبلغت حصيلة أعمال الشغب خلال 19 يوماً، 8700 سيارة محروقة وتضرّر مباني عامة عدة، بالإضافة إلى توقيف أكثر من 2700 شخص. وتصاعدت أحداث الشغب تلك إثر مقتل شابين مراهقين من المهاجرين هما زيد بينا وبونا تراوري صعقاً بالكهرباء في إحدى ضواحي باريس، بعد فرارهما من الشرطة. فنزل شبان ينحدرون من أصول مهاجرة إلى الشوارع للاحتجاج، وتفجرت أعمال عنف تسببت في الليلة الأولى بإحراق 23 سيارة ورشق رجال الأمن بالحجارة. وفرضت فرنسا حال الطوارئ ثلاث مرات أثناء احتلالها للجزائر، في أعوام 1955 و1958 و1961. وفي كانون الأول (ديسمبر) 1984، أعلنت في فرنسا بأمر من رئيس الوزراء الفرنسي آنذاك لوران فابيوس، حال الطوارئ في كاليدونيا الجديدة، المستعمرة الفرنسية في جنوب المحيط الهادئ، عندما دعا قادة إحدى حركات الاستقلال إلى انتفاضة على مستوى الجزيرة. ويمنح القانون الفرنسي الشرطة صلاحيات استثنائية أثناء حالات الطوارئ، مثل منع التجول كلياً أو جزئياً وتفتيش المنازل والاعتقال من دون إذن قضائي وفرض رقابة حكومية على وسائل الإعلام ومنع التجمعات وإغلاق الملاهي ودور السينما وجميع الأماكن الترفيهية. ووقعت الاعتداءات التي أودت بحياة 129 شخصاً وإصابة 352 آخرين، بينهم 99 في حال خطرة، في أماكن عدة، منها «استاد فرنسا الدولي» شمال باريس حيث فجر انتحاري نفسه، ومسرح «باتاكلان» وسط المدينة حيث احتجز المهاجمون رهائن، في حين وقعت خمس هجمات أخرى في خمسة مواقع في أحياء وسط العاصمة بالقرب من «ساحة الجمهورية»، تكتظّ بالفرنسيين مساء في عطلة نهاية الأسبوع.