منذ الأربعاء الماضي، تصب مدينة مونتريال الكندية ربع مجاريرها في نهر سان لوران الذي تتصاعد منه رائحة نتنة، فيما تطفو مختلف أنواع النفايات على وجه المياه البنية وصولاً إلى العوامات الموضوعة عند ملتقى النهر. وينهمك مهندس في شفط النفايات العائمة على سطح الماء، لكنه لا يخفي غضبه. ويقول المهندس العامل في شركة طوارئ بحرية منعتها بلدية مونتريال من التحدث إلى وسائل الإعلام: «صاحب الشركة التي أعمل فيها يكافح منذ 40 سنة لإزالة التلوث من النهر، والآن انظروا إلى ما لدينا». فقد صبّت في مياه النهر ثمانية بلايين لتر مكعب من مياه الحمامات، أي ما يوازي محتوى 3200 حوض سباحة بمقاسات أولمبية. وهذا التلوث عائد إلى أشغال واسعة النطاق تجرى على قناة تنقل عادة هذه المياه المبتذلة إلى محطة تكرير. وأكدت السلطات أن الانتظار فترة أطول للتحرك كان سيؤدي إلى نتائج كارثية، مشددة على عدم وجود حل بديل. ومنذ بدء صب مجارير المدينة الكبيرة الأربعاء الماضي في مياه النهر، يتناوب عمال التنظيفات على مدى 12 ساعة يومياً للحد من كميات النفايات في مياه النهر. ويروي المهندس، الذي ارتدى بزة صفراء تحمي من المياه واعتمر خوذة وقاية ووضع قفازين سميكين من المطاط، أن «البلدية أكدت أن لا خطر على البيئة... لكن يمنع علينا منعاً باتاً أن نمس المياه من دون وقاية». وعلى مسافة أمتار قليلة منه، تلهو بطة في المياه الموحلة الراكدة بسبب سد عائم عمقه متر. ويؤكد المهندس المتخصص في حماية الأوساط المائية: «لن تصمد البطة طويلاً مع شربها هذه المياه». وأعربت وزيرة البيئة والتغير المناخي الجديدة كاثرين ماكينا عن قلقها من تأثير التلوث على التنوع الحيوي في نهر سان لوران، فالنهر الذي ينبع من البحيرات الكبرى ويصب في شمال المحيط الأطلسي يؤمن 45 في المئة من مياه الشفة المستهلكة من جانب ثمانية ملايين نسمة من سكان مقاطعة كيبيك. وفي النهر 64 نوعاً من الحيوانات البرية و19 نوعاً مائياً، من بينها مجموعة من حيتان «بيلوغا» فريدة من نوعها خارج القطب الشمالي، و80 نوعاً من الأسماك و399 طيراً.