رأى مندوب السعودية الدائم لدى الأممالمتحدة الدكتور عبدالله بن يحيى المعلمي التدخل الروسي في سورية هو من قبيل «الضارة النافعة». وعزا ذلك إلى أن «التدخل الروسي في سورية وإن كان تصعيداً خطراً ستكون له آثار سلبية بلا شك، إلا أنه إذا كان هذا التدخل انعكاساً لحال يأس وإحباط يعيشها النظام السوري، وإذا كان يهدف إلى حماية النظام من السقوط بطريقة فوضوية مدمرة، وإذا كان الروس أدركوا ضرورة رحيل بشار الأسد، وأرادوا بتدخلهم أن يمسكوا زمام الأمور في جانب النظام، والتفاوض على أفضل الشروط الممكنة للخروج، عندئذ قد يصبح هذا التدخل ما ينطبق عليه القول: «رب ضارة نافعة». (للمزيد). ولا يعتبر المعلمي - الذي تحدثت إليه «الحياة» - الهجمة التي تحاصر السعودية في الإعلام الغربي مدعاة إلى التشاؤم؛ لأنه لا يرى بلاده في موقع ضعف ديبلوماسي، «فموقع المملكة في الأممالمتحدة هو امتداد لموقعها في الساحة الدولية، فهي دولة قيادية في العالمين العربي والإسلامي، وعلى الصعيدين الاقتصادي والإنساني، وفي كل المحافل، وموقعنا في الأممالمتحدة يمثل هذا الدور القيادي الذي تضطلع به المملكة في هذه الميادين». وتوقع ألا تستجيب السعودية لأي ضغوط في شأن حكم الإعدام على مواطنها علي النمر. وقال: «لا أرى أن من المناسب الخوض في قضية تحت نظر القضاء والسلطات المختصة، وإذا صدر قرار في هذا الشأن فسيتم الإعلان عنه في حينه، إلا أن المملكة لا تتخذ قراراتها بناءً على الضغوط العالمية، وإنما وفق ما ترى أن فيه تحقيقاً للعدالة والمصلحة». وعما إذا كان تمنى ألا تكون بلاده رفضت عضويتها في مجلس الأمن قبل نحو عامين، قال المعلمي ل«الحياة»: «الديبلوماسي كالجندي، إذا صدر الأمر كان عليه أن يؤدي التحية، وينفذ المهمة المُلقاة على عاتقه، وليس له أن يتعامل مع الأمنيات. والحقيقة أن تتابع الأحداث وتطورها لا يترك لنا فرصة البحث في ما لو كان كذا وكذا، وهو بحث لا جدوى فيه ولا طائل من ورائه». أما العبء الذي ألقته «عاصفة الحزم» على شخصه وبلاده، فأكد المعلمي «أهلاً وسهلاً به»، إذ إن الخطوة السعودية برهنت على مكانة الدولة وأن قرارها بيدها. وقال: «عاصفة الحزم أكسبت المملكة مزيداً من الاحترام المشوب بالأمل من جانب الإخوة والأصدقاء والرهبة من الأعداء، فأثبتت المملكة في «عاصفة الحزم» أنها تستطيع حسم الأمور بيدها، باستقلالية كاملة متى شاءت، ومتى استوجبت الظروف ذلك، أما العبء فأهلاً وسهلاً به، وهو عبء لا يمثل شيئاً إذا ما قورن بتضحيات أبنائنا المرابطين على الحدود، وصقورنا في الجو، وفي ساحات المواجهة».