انتقد أئمة سلفيون جزائريون تصريحات نُسِبت لزعيم «تيار الصدر» العراقي مقتدى الصدر عن الشيعة في الجزائر. وقال أحد الأئمة ل»الحياة» إن «ما ورد في بعض خطب الجمعة لم يكن توجيهاً رسمياً لكن بعض أئمة المساجد انتقدوا بحدة تصريحات الزعيم العراقي الشيعي» وتوسعت دائرة انتقادات رجال دين في الجزائر ضد تصريحات مقتدى الصدر، عندما وصف الأقلية الشيعية الجزائرية بالأقلية المظلومة، داعياً إياها إلى توحيد الصف مع المعتدلين والأقليات الأخرى. وتخضع خطب الجمعة في الجزائر لتوجيهات عامة من وزارة الشؤون الدينية، وعُلِم أنه لم تصدر توجيهات حكومية بهذا الشأن، بيد أن أئمة سلفيين انتقدوا بشدة تصريحات الصدر، ونُقل عن إمام في حي القبة في العاصمة الجزائرية أنه حذر من «محاولة إخراج ورقة الشيعة في الجزائر». وقال الإمام جلول قسول إن الضرورة تقتضي معالجة هذا الملف ب»عقلانية وموضوعية وبواقعية وعدم الانسياق وراء الأكاذيب والخزعبلات» التي لا تقدم ولا تؤخر شيئاً، مشيراً إلى أن تواجد الشيعة في الجزائر قليل جداً ويكاد يكون منعدماً. ودعا الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، الشيخ جلول حجيجي، الصدر إلى «عدم إقحام الجزائر في أمور لا تعنيها، فهي لم تتدخل من قبل في العراق»، كما طالبه ب»حل الأزمات التي تعاني منها بلاده من قتل وسفك للدماء قبل أن يتحدث عن الجزائر». من جهة أخرى، وصف رئيس النقابة المستقلة للأئمة الشيخ جمال غول، تصريحات الصدر بأنها «تهديد للجزائر» بما أنه أقرّ بوجود شيعة في البلاد خلافاً لما تقوله وزارة الشؤون الدينية، لا سيما وأنه «حرّضهم على ممارسة طقوسهم وتغليب جماعتهم»، مضيفاً أن «هذه الأقليات تشكّل خطراً على النسيج الاجتماعي الجزائري ومذاهبه ووحدته». على صعيد آخر، نفى وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة الذي يزور الإمارات العربية المتحدة، تدخل بلاده في الملف الليبي، نافياً أن تكون الجزائر تدعم أي طرف في ليبيا على حساب الآخر، موضحاً أن بلاده تدعم الشعب الليبي لأن مصير البلدين مشترك. وأجرى لعمامرة محادثات في الإمارات بشأن الملف الليبي، ووقّع اتفاقات تعاون ثنائي، مع وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان. وأعرب الجانبان عن ارتياحهما لمستوى العلاقات السياسية المتميزة القائمة بين البلدين، ولنسق وعمق المشاورات السياسية ولوتيرة العمل على مسار التعاون الثنائي، مع التفاؤل بمستقبل واعد للشراكة الاقتصادية بين الجزائروالإمارات.