أكد وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، ضرورة إزالة العقبات التي تحول دون إنشاء مستشفى لأمراض الدم الوراثية في محافظة القطيف، على رغم تخصيص أرض وموازنة للمشروع منذ سنوات. وطالب الربيعة خلال زيارته التفقدية أول من أمس، إلى مستشفى القطيف المركزي، بمعرفة أسباب تعثر المشروع، الذي لم يُنفذ. واعتبر مدير مستشفى القطيف المركزي الدكتور علي الحداد، في تصريح إلى «الحياة»، تأكيد الوزير على إقامة المستشفى، «أمراً مهماً لأهالي المحافظة، وبخاصة المصابين بأمراض الدم، وتحديداً فقر الدم المنجلي، الذين ينتظرون إقامته بعد أن حصلت المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، على موافقة شركة «أرامكو السعودية»، وتمت ترسية المشروع، والبدء فيه». وأضاف «بدأت «صحة الشرقية» في متابعة الموضوع بعد زيارة الوزير، وإصدار توجيهاته في هذا الشأن». إلى ذلك، أمضى نحو 40 طفلاً مصاباً بمرض «الأنيميا المنجلية»، زهاء أربع ساعات متواصلة، في برنامج ترفيهي أقامته وحدة الدعم المعنوي والاجتماعي لمرضى فقر الدم المنجلي التابعة لإدارة الرعاية الصحية في محافظة القطيف، بهدف «التخفيف من آلام الأطفال المصابين خلال الإجازة المدرسية، ودعم ذويهم معنوياً، والوقوف إلى جانبهم». واحتفل الأطفال في أجواء سادها اللعب والمرح، ولم يعكرها سوى نوبة تكسر أصابت أحد الأطفال المرضى فجأة. بيد أن منظمات البرنامج سارعن إلى الاتصال على ذويه، لنقله إلى المستشفى. وقالت المشرفة على البرنامج الاختصاصية منتهى اليوسف: «أمضى الأطفال ساعات من المرح والترفيه، وقد اشترطنا عدم وجود الأهل، كي يشعر الطفل بالاستقلالية عن والديه»، موضحة أن الهدف من النشاط «خيري واجتماعي، خصوصاً أن المنطقة تحوي أعداداً كبيرة من المصابين والحاملين للصفة الوراثية للمرض، ويرتفع هذا العدد سنوياً بسبب زواج الأقارب، وعدم الالتزام بنتائج الفحص الطبي». وأضافت اليوسف «على رغم البرامج التوعوية التي يتم تنفيذها في المراكز التابعة للرعاية الصحية الأولية، إلا أن عدم الالتزام بنتائج الفحص تتزايد، ما يزيد الإصابات بين الأطفال، الذين لا ذنب لهم». وأكدت أن الإجراءات المتبعة «لا بد من الالتزام بها، بعد إقرار الفحص الطبي الذي أصبح مُلزماً لطرفي عقد الزواج، منذ أعوام عدة، وينص على إلزام الطرفين بإحضار شهادة الفحص الطبي قبل إجراء العقد، وان يكون الإجراء احد متطلبات تدوين العقد، مع ترك حرية إتمام الزواج لصاحبي العقد بصرف النظر عن النتيجة، سلباً كانت أم إيجاباً». وأبانت أن «البرامج التوعوية يتم بثها بين طلبة المدارس في محافظة القطيف، وتحديداً المرحلة الثانوية». وروى الطفل حسن محمد، معاناته مع نوبات المرض، خصوصاً أثناء «البرودة الشديدة والرطوبة، إذ أصاب بنوبات مؤلمة، وتؤثر على دراستي». ويتمنى حسن أنه لم يكن مصاباً بهذا المرض، علماً بأن جميع أخوته «مصابون، لأن والديّ حاملان للصفة الوراثية للمرض، وكانا على علم بذلك»، مستعرضاً صعوبة الحصول على دم، «فأبقى في المستشفى لأيام طويلة، وكثيراً ما أشعر بانتفاخ في القدمين، واصفرار دائم، ما يقلل من نشاطي، ويمنعني من ممارسة حياتي في شكل طبيعي».