فيما كان يقترب انطلاق أعمال المؤتمر التاسع لحزب الغالبية في الجزائر، «جبهة التحرير الوطني» أمس، لم يكن كثير من المشاركين يعلم إن كان الرئيس الجزائري، سيستجيب لدعوة الحزب للحضور أم لا، لكن كلمة افتتاح المؤتمر حملت رسالة من بوتفليقة فُهمت على أنها تأكيد منه لرئاسته الشرفية للحزب. وامتلأت القاعة البيضاوية في أعالي العاصمة الجزائرية أمس، بآلاف المشاركين (3500 مندوب ومئات المدعوين) في افتتاح أشغال المؤتمر التاسع للحزب الحاكم، «جبهة التحرير الوطني». ولفت الحضور القياسي لعدد من الوجوه في السلطة الإنتباه، بداية بموفدين عن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، والرئيس السابق الشاذلي بن جديد، ومئات المدعوين من دول عربية وغربية. وطالب الرئيس الجزائري في رسالة قرأها نيابة عنه الأمين العام للرئاسة حبة العقبي، في افتتاح أعمال المؤتمر أمس، الحزب ب«التفتح على الأجيال الصاعدة وكل مكونات المجتمع المدني المؤهل للإهتمام بانشغالات المواطن ومقتضيات حاجاته المادية والمعنوية الروحية والثقافية والترفيهية». وقال بوتفليقة إن على حزب الغالبية «تشبيب أطر النضال»، أي تعيين الشباب في مناصب قيادية. ودعا إلى «العمل على ترقية المرأة في الريف والمدينة وتمكينها عن استحقاق من التدرج إلى المواقع العليا في سلم التنظيم». ورأى رئيس الدولة أن على حزب «جبهة التحرير الوطني» العمل على «بث روح التسامح بين الجميع والتصدي للآفات المدمرة التي تتهدد النسق الخلقي لأمتنا وذلك بفضل نشر القيم الأصيلة التي يزخر بها الرصيد التاريخي للحزب». وأيضاً «اقتفاء أثر الحوار النزيه والفاعل والانفتاح على الأجيال الصاعدة حتى يبقى إحدى القوى الفاعلة في الساحة الوطنية. وزكى الرئيس الجزائري تحالف الجبهة مع «التجمع الوطني الديموقراطي» و«حركة مجتمع السلم». وقال إن «الجبهة تخوض اليوم يداً بيد مع أحزاب وطنية أخرى مسيرة البناء والتشييد وتفعيل المشهد الديموقراطي عبر الشراكة السياسية والتنافس الشريف في الاستحقاقات الوطنية على المستويات كافة في ظل الإلتزام بروح الدستور وقوانين الجمهورية والأعراف الدولية بكل وعي ومسؤولية». وكانت كلمة بوتفليقة كافية لتأكيد موافقته على الاستمرار في «الرئاسة الشرفية» للحزب، لكنه إلى اليوم يرفض الرئاسة الفعلية، على خلفية «احتجاج» حزبي التحالف الرئاسي الآخرين. ولم يشارك في افتتاح المؤتمر الأمين العام السابق علي بن فليس الذي لم توجه اليه الدعوة، وغاب أيضاً الأمين العام السابق عبد الحميد مهري لأسباب مجهولة. ووجد المندوبون ال3500 أنفسهم في غياب أي رهانات للمؤتمر التاسع الذي يختتم أشغاله غداً الأحد، فبلخادم دخل المؤتمر كمرشح وحيد لثاني مرة على التوالي، وهو ترشح وحده أيضاً خلال المؤتمر «التصحيحي» الثامن مطلع عام 2005. وسيشهد هذا المؤتمر انتخاب الأمين العام للحزب وهياكله التقليدية التي كانت تسير الحزب قبل المؤتمر السابق. ويتعلق الأمر باللجنة المركزية التي ستحل محل المجلس الوطني والمكتب السياسي، بدلاً من أمانة الهيئة التنفيذية التي سيتم إلغاؤها. وقال بلخادم إن هذا المؤتمر التاسع الذي ينعقد خمس سنوات بعد المؤتمر الثامن الجامع (يعرف بالتصحيحي)، يضع لبنة أخرى ليدعم مسار الحزب، إلا أن الأمين العام أعلن «سيف الحجاج» بين الصفوف القيادية بعدما «اعترى الضعف النفوس وبيعت ذمم البعض بعيداً عن واقع الحال الذي من المفروض أن يكون عليه ممثلو الشعب (نواب البرلمان). وهاجم بلخادم بعض القياديين كونه «تسبب في تأجيج أحقاد ونعرات وشكل زمراً وعصباً وطفت إلى السطح أغراض شخصية كانت عوامل عرقلة كالعصي في الدواليب». ونسب بلخادم لحزبه الوقوف خلف مشاريع بوتفليقة السياسية، في تلميح لغريمه التجمع. وقال إن حزبه «قاد بجدارة الإنجاز التاريخي لميثاق السلم والمصالحة وكذا مطلبنا الملح لتعديل الدستور». كما دعا بلخادم فرنسا إلى «الاعتراف بالجرائم»، وجدد الناطق «دعم الحزب للكفاح العادل الذي يخوضه الشعب الصحراوي من أجل تقرير مصيره». وأكد في هذا السياق أن «بناء صرح الاتحاد المغاربي سيمكن الشعب الصحراوي من الحصول على حقه بكل حرية ووفقاً لقرارات الأممالمتحدة».