ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن ثقة الشعب الأميركي بوسائل الإعلام وصلت إلى أدنى مستوياتها الأعوام الثلاثة السابقة. واستندت الصحيفة إلى نتائج تقرير أعدته مؤسسة «غالوب» للأبحاث، أشار إلى أن 4 أميركيين من بين 10 لديهم «ثقة في قدرة وسائل الإعلام على نقل الأخبار كاملة بدقة وعدل». واختلفت هذه النسب بين مساندي الحزبين «الديموقراطي» و«الجمهوري»، إذ بلغت 54 في المئة عند الديموقراطيين، و32 في المئة عند الجمهوريين العام الماضي. وذكرت «غالوب» أن أحد أسباب تراجع ثقة المواطن هي أن «عدداً كبيراً من مؤسسات الإعلام ارتكبت أخطاء فادحة خلال السنوات الماضية». وأضافت أن «وسائل التواصل الاجتماعي والتطور التكنولوجي جعل مهنة المراسلة متاحة لأي كان»، موضحة أن «الثورة الإلكترونية أضعفت وسائل الإعلام التقليدية وغيرت من مفهوم الأخبار المتعارف عليه». وذكر مدير جامعة كاليفورنيا في كلية بيركلي الأميركية للصحافة إدوارد واسرمان أن «التغطية الإعلامية لم تعد مدروسة وشاملة كسابق عهدها، وأصبح من النادر أن تتطور مؤسسة إعلامية وتتغير إلى الأفضل بدلاً من الأسوأ». وأوضح أن «المواقع الإخبارية أصبح بوسعها قياس عدد القراء والمشاهدين، لذا يكافئ بعض منها الصحافيين والمنتجين الذين تحظى أعمالهم بانتباه العدد الأكبر من الناس، بغض النظر عن جودة المحتوى». في المقابل، أشار رئيس «جمعية الصحافيين المحترفين» بول فليتشر إلى أن «الإعلام يشكل هدفاً سهلاً خلال فترة الإنتخابات، فعندما يستاء أحد المرشحين من سؤال صحافي، يلجأ إلى تغيير الموضوع من خلال مهاجمة دوافع الصحافي نفسه لطرح السؤال»، موضحاً أن «المرشحين يحرصون على التحكم في أقوالهم وتصريحاتهم أمام العالم، لذا فإن الطريقة الأسهل لتجنب الإفصاح ما لا يريدون قوله هو لوم الصحافي».