ذكرت الإذاعة الألمانية العامة «برلين برانديبورغ» اليوم (الأربعاء)، أن الاستخبارات الألمانية تجسست على وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس، في تطور جديد لقضية تجسس تشكل إحراجاً كبيراً للحكومة الألمانية منذ أشهر عدة. وقالت الإذاعة من دون أن تحدد مصادرها، إن «الاستخبارات الخارجية الألمانية قامت بالتنصت على فابيوس وعلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، و«منظمة الأممالمتحدة للطفولة» (يونيسف)، و«منظمة الصحة العالمية»، وإذاعة «صوت أميركا» الممولة من الحكومة الأميركية، إضافةً إلى مؤسسات أوروبية وأميركية عدة، من بينها شركة لوكهيد الأميركية لصناعة الأسلحة». وكشفت وسائل إعلام ألمانية أخرى في الأشهر الأخيرة، أن «الاستخبارات الخارجية الألمانية تجسست على دول حليفة، لمصلحة وكالة الأمن القومي (إن أس إيه) الأميركية، ولخدمة مصالحها الخاصة أيضاً»، فيما تعد هذه المعلومات محرجة خصوصاً وأن برلين احتجت عندما اتهمت الولاياتالمتحدة بالتجسس على الحكومة الألمانية. وفي خريف العام 2013، أثار نقل معلومات عن التنصت على هاتف المستشارة الألمانية أنغيلا مركل النقال، توتراً كبيراً بين برلين وواشنطن، في حين قالت مركل إن «التجسس على أصدقاء أمر غير لائق»، إذ إن الأخيرة مكلفة مراقبة نشاطات أجهزة الاستخبارات ما يضعها في موقع حرج. ووعدت الحكومة الألمانية في نهاية الشهر الماضي، بفرض رقابة مشددة على أجهزة استخباراتها، وبقيام تعاون بين الاستخبارات الألمانية و«وكالة الأمن القومي الأميركية»، لكنها ترفض في شكل منهجي التعليق على ما كشفته الصحافة حول هذا الموضوع، محتفظة بردها للجنة البرلمانية التي شكلت لهذا الغرض. و قال الناطق باسم الحكومة كريستيان فورز، إن «تحقيقاً سيجرى، لأن التجسس على الدول الشريكة ليس من وظائف جهاز الاستخبارات الخارجية». وذكر الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن شيفر فى مؤتمر صحافي دوري ببرلين اليوم، أنه «لا يعتقد بأن هذه الفضائح ستوجه ضربة للعلاقة بين فابيوس ونظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير»، مضيفاً أن «الوزيرين سيلتقيان الجمعة المقبل بباريس، في اجتماع سيكون ودياً للغاية ليناقشا معاً، كما هو الحال دائماً، التحديات الراهنة مثل سورية أو أوكرانيا».