اعتقلت السلطات الإيطالية الأحد الماضي، القيادي التونسي في تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مهدي بن نصر، بينما كان يسعى الى دخول الأراضي الإيطالية كلاجئ سياسي من طريق جزيرة صقلية. ونقلت قنوات الإعلام الإيطالية عن وزارة الداخلية، أن مهدي بن نصر البالغ من العمر 38 سنة، وصل في 4 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، إلى شاطئ جزيرة لامبيدوسا الإيطالية (أقصى الجنوب) تحت اسم مستعار، ضمن مجموعة من نحو 200 من المهاجرين غير الشرعيين ممن تم إنقاذهم في مياه قناة صقلية بواسطة سفينة عسكرية إيطالية. وزعم بن نصر عند استجوابه من جانب سلطات الهجرة الإيطالية، أن اسمه هو محمد بن ناصر، وأنه من المضطهدين لأسباب سياسية في تونس، وأنه يود الوصول إلى أحد بلدان أوروبا الشمالية للعيش هناك. لكن فحص البصمات أثبت هويته الحقيقية في صورة قاطعة. وتكتمت السلطات الإيطالية في بادئ الأمر على خبر إلقاء القبض على بن نصر، حتى لا تغذي الحملات الإعلامية المعادية للهجرة غير الشرعية. وكان مهدي بن نصر اعتقل في العام 2007، ضمن عملية لمكافحة الإرهاب في محافظة ريغو إيميليا (شمال شرقي إيطاليا)، حيث كان يعمل في البناء، وأدين بالسجن لسبع سنوات بعدما ثبتت قيادته تنظيماً جهادياً يرسل المقاتلين إلى أفغانستان، وفق ما ذكرته صحيفة "الإندبندنت". وتشير التحريات الى أن التونسي عاد إلى بلاده فور انقضاء مدة العقوبة في إيطاليا. ويعدّ بن نصر من خبراء المتفجرات، وهو من أهم رجال التواصل بين التنظيمات الجهادية في كل من سورية والعراق وأفغانستان. يذكر أن الشرطة الإيطالية، بالتنسيق مع ألبانيا، اعتقلت في تموز (يوليو) الماضي، عشرة أشخاص، بينهم مواطنون اعتنقوا الإسلام وألبان وكندي، للاشتباه بتأييدهم تنظيم "داعش". وأوضحت أن المشبوهين أوقفوا في ثلاث مدن إيطالية ومكان آخر لم تحدده في ألبانيا، مشيرة الى أنهم انتهكوا قوانين مكافحة الإرهاب، وبينها قانون يحظر تنظيم رحلات لدعم منظمات إرهابية أجنبية، ويشتبه في أن بعضهم ساعد متشددين إيطاليين في الوصول إلى سورية للانضمام الى "داعش". وبدأت التحقيقات بعدما اكتشفت الشرطة أن امرأة إيطالية اعتنقت الإسلام، سافرت إلى سورية مع زوجها للانضمام الى "داعش".