لم تتوقف حوادث غرق اللاجئين الذين يحاولون الوصول إلى جزيرة ليسبوس اليونانية منذ أشهر. وإلى جانب خفر السواحل اليوناني، يعمل متطوعون من مواطنين وفنانين وناشطين في إنقاذ اللاجئين الغارقين بشتى الوسائل، ولا يتورعون عن السباحة لانتشالهم. ونقل موقع "هافنغتون بوست" قصة السبّاح البرازيلي نيكولاس، البالغ من العمر 34 سنة، عندما قفز مباشرة إلى المياه، بعدما شاهد من بعيد قارباً خشبياً يقلّ قرابة 300 شخص قلبته أمواج البحر، ووجد نفسه في نهاية الأمر يسبح بين جثث تطفو على الماء. وقال نيكولاس في تصريح لصحيفة ارجنتينية: "حاولت إنقاذ من بقي على قيد الحياة. يومها لم أستطع النوم، وبكيت مثل الأطفال". وأطلقت الصحافة الإسبانية لقب "البطل" على السباح، لكنه رفض هذه الصفة، وبرر ذلك في أحد تصريحاته بأنه ليس البطل "بل السوريون والأفغان والعراقيون والهاربون من الحرب هم الأبطال، لأنهم استطاعوا اجتياز البحر، وتابعوا بعد ذلك رحلة برية شاقة وصولاً إلى إحدى الدول الأوروبية". وأوضح مدير منظمة "برواكتيفا اوبن آرمز" الإسبانية للانقاذ البحري، أوسكار كامبس، في رسالة نشرها على موقع المنظمة على الإنترنت، أن "رحلة البحر التي يخوضها اللاجئون صعبة جداً، ونسبة الموتى غرقاً مرتفعة في شكل كبير". وتابع: "بدأ كل شيء بسبب صور نُشرت على الشبكات الاجتماعية لأربعة أطفال ماتوا غرقاً. وبما أن عملنا هو إنقاذ الناس من الغرق ونقوم بذلك على شواطئ محلية، لماذا لا نقوم بذلك لإنقاذ أشخاص لا يجدون من ينقذهم ولا أحد يساعدهم". ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن كوتسوس قوله: "أنا أتواجد في المياه ليلاً ونهاراً، إذ لا يمكنني مشاهدة هؤلاء الأطفال يغرقون بعد الآن. نحن جميعاً هنا للمساعدة، ونحاول أن نفعل ما بوسعنا". وقال ألبرتو روخاس من مدريد، انه وأثناء تجوله بقاربه الصغير وجد 300 شخص يصرخون وسط البحر، ويتشبث بعضهم ببعض لتجنب الغرق. وانتقد روخاس رجال الانقاذ من خفر السواحل اليوناني، وقال: "انهم لا يعرفون كيفية إنقاذ الناس"، مضيفاً: "أدركنا أنهم لا يعرفون حتى طريقة الإنعاش". وعلى رغم الرياح العاتية أحياناً، لا يزال اللاجئون يتوافدون بالآلاف الى اليونان للانطلاق منها الى دول اوروبا الشمالية. وبدأت اليونان قبل أيام تطبيق آلية توزيع اللاجئين الوافدين الى اراضيها على سائر دول الاتحاد الاوروبي، وغالبيتهم من السوريين والعراقين، تطبيقاً للاتفاقات المبرمة، بحسب ما اعلنت الحكومة الأربعاء الماضي. وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فان حوالى 800 الف مهاجر وصلوا الى اوروبا بحراً هذا العام، وان الجزر اليونانية، وخصوصاً ليسبوس القريبة من تركيا، تعد نقطة انطلاق لأكثر من 80 في المئة منهم. يذكر أن حوالى 500 مهاجر لقوا حتفهم في بحر ايجه. وكان خفر السواحل اليوناني أعلن أول من أمس (الاثنين)، عثوره على اكثر من 300 لاجئ كانوا مختبئين في يخت قبالة جزيرة ليسبوس في بحر ايجه، وتحديداً قبالة السواحل التركية. وقال مصدر ان خفر السواحل "انقذوا 345 لاجئاً" لم يعلن عن جنسياتهم على متن هذه الباخرة، بالقرب من شاطئ تسونيا شمال شرقي ليسبوس. وأوضحت وسائل الاعلام اليونانية ان كل مهاجر دفع حوالى ثلاثة آلاف يورو للمهربين لنقلهم الى ليسبوس.