قتل وجرح العشرات في سقوط قذيفتين صاروخيتين على مدينة اللاذقية في واحدة من أكثر الهجمات دموية على هذه المدينة الساحلية التي تشكل معقلاً للنظام السوري، بالتزامن مع وصول القوات الحكومية إلى أبواب مطار كويرس العسكري الذي كان «داعش» يحاصره. وذكرت وكالة «رويترز» أمس أن روسيا تريد أن تتفق الحكومة السورية مع المعارضة على إطلاق عملية إصلاح دستوري تستغرق ما يصل إلى 18 شهراً وتتبعها انتخابات رئاسية مبكرة، بحسب مسودة وثيقة تضم 8 اقتراحات حصلت عليها الوكالة عشية اجتماعات فيينا. وبحسب المقترحات سيكون على الأطراف السوريين الاتفاق على خطوات مقبلة خلال مؤتمر تنظمه الأممالمتحدة. وجاء في الوثيقة أيضاً أن عملية اصلاح الدستور لا تكون برئاسة الرئيس بشار الأسد، من دون أن تنفي إمكان مشاركته في الانتخابات المقبلة. وبحسب الاقتراحات الروسية يُفترض إجراء استفتاء شعبي على الدستور السوري الجديد قبل إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة، كما أنها تتضمن إرجاء الانتخابات البرلمانية المقررة في ربيع 2016. وظهرت مطالب بضرورة تحديد قائمة موحّدة ل «التنظيمات الإرهابية» في الاجتماع الوزاري المخصص للأزمة السورية في فيينا السبت المقبل. وأعلن التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل «ارتفاع عدد ضحايا القذيفتين الصاروخيتين على مشروع الأوقاف وموقف سبيرو قرب جامعة اللاذقية إلى 22 قتيلاً و62 جريحاً»، الأمر الذي أكده «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، مشيراً إلى أن أحد التفجيرين «ناجم عن سقوط قذيفة صاروخية، فيما تضاربت الأنباء عن الثاني بين انفجار عبوة ناسفة وقذيفة صاروخية». ولا تزال محافظة اللاذقية، التي تضم غالبية علوية موالية للنظام، بمنأى عن النزاع الدامي، في حين يقتصر وجود الفصائل المقاتلة والإسلامية في تلك المحافظة على منطقتي جبل الأكراد وجبل التركمان في ريفها الشمالي. وخرق الجيش النظامي حصاراً فرضه «داعش» على مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي، وفق ما أفاد مصور لوكالة «فرانس برس» في المكان. وقال المصور انه تم فك الحصار من الجهة الغربية، إذ دخلت مجموعة من الجنود مطار كويرس العسكري، وبدأت بإطلاق النار في الهواء ابتهاجاً. وأشار إلى سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف «داعش» الذي ينتشر عناصره على جبهات أخرى في محيط المطار. وقال «المرصد» إن نشطاءه رصدوا «رتلاً ضخماً ضم أكثر من 40 آلية» تقل عناصر من «داعش» وعتاداً عسكرياً وذخائر، وتوجه الرتل نحو طريق حلب بعد قدومه من جهة الطريق الواصل إلى دير الزور، حيث توزعت آليات الرتل على طرق عدة متجهة نحو حلب». ويعتقد أن وجهة هذه الآليات كانت نحو ريف حلب الشرقي الذي شهد معارك عنيفة بين عناصر التنظيم من طرف، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين من جنسيات عربية وآسيوية من طرف آخر. في باريس، يصوّت النواب الفرنسيون في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) على تمديد غارات القوات المسلحة في سورية، بحسب ما أعلن سكرتير الدولة للعلاقات مع البرلمان جان ماري لوغان. وشنت فرنسا ثلاث ضربات على سورية منذ قرار الرئيس فرنسوا هولاند تنفيذ غارات ضد التنظيم في سورية في أيلول (سبتمبر) الماضي. في غضون ذلك قال الرئيس رجب طيب أردوغان الثلثاء إن حلفاء لتركيا في المعركة ضد «داعش» يقتربون من فكرة إقامة منطقة آمنة في سورية، مشيراً إلى «تطورات إيجابية» في شأن منطقة حظر طيران وتنفيذ عمليات جوية. وأضاف في تعليقات أذاعتها قناة «سي أن أن ترك» على الهواء أن تركيا لن تتهاون بتقدم المسلحين الأكراد إلى الغرب من نهر الفرات وهو أمر تخشى أنقرة أن يقود إلى إقامة ممر كردي بالقرب من حدودها الجنوبية. وبالنسبة إلى اجتماع فيينا السبت، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هموند لصحافيين في السفارة البريطانية في واشنطن أن القوى العظمى التي تلتقي في فيينا تعد قائمة بالمجموعات «الإرهابية» في سورية. وأضاف: «سيتطلب الأمر تفكيراً وتريثاً من جهات عدة بما فيها الولاياتالمتحدة». وتابع: «الروس يستهدفون كل من يعتبرون أنه يشكل تهديداً للنظام»، مضيفاً: «عندما نتحدث عن مجموعات إرهابية فالقصد هنا هو تضييق نطاق أهداف روسيا». وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين أن بلاده أطلعت شركاءها في الملف السوري على «لائحتنا للمنظمات الإرهابية» وتنتظر أن تؤول جولة محادثات جديدة إلى «لائحة موحدة لإزالة المشاكل بخصوص من يقصف من ومن يدعم من». وأعلنت الخارجية الروسية أن لافروف اتصل بنظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير لبحث الموضوع السوري بعد إعلان الأخير أن توقعاته منخفضة إزاء نتائج الاجتماع. وكان نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أجرى محادثات مع نظيره الروسي ميخائيل بوغدانوف للتنسيق قبل اجتماع فيينا. كما بدأ بوغدانوف أمس لقاءات مع معارضين سوريين. و في نيويورك، تنطلق لجنة التحقيق الدولية الخاصة بتحديد الجهات التي تستخدم الأسلحة الكيماوية في سورية بعد غد «بكامل قدراتها العملية» وفق ما أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن أمس. ويتوقع أن تقدم اللجنة أول تقاريرها الى الأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن بعد ثلاثة أشهر. وكان مجلس الأمن أنشأ اللجنة في قراره 2235 الذي تبناه في آب (أغسطس) الماضي على أن تكون مهمتها تحديد الجهات التي تستخدم أسلحة كيماوية بما فيها غاز الكلورين، بناء على تحقيقات تقوم بها أو تتعاون لإنجازها مع لجنة تقص للحقائق كانت أنشأتها منظمة حظر الأسلحة الكيماوية. وتتولى الأرجنتينية فرجينيا غامبا رئاسة اللجنة المشتركة تحت إشراف الأممالمتحدة ومنظمة حظر الكيماوي. وفي سوتشي التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد وبحثا في العلاقات الثنائية وأزمة الشرق الأوسط خصوصاً المسألة السورية. وقدم الشيخ صباح تعازي بلاده في ضحايا الطائرة الروسية التي تحطمت فوق سيناء.