قال دبلوماسيون إن المملكة العربية السعودية طرحت مسودة قرار في اللجنة المعنية بحقوق الانسان بالجمعية العامة للأمم المتحدة تدين التدخل الايراني والروسي في سوريا، فيما أعدت موسكو خطة ل «إصلاح دستوري» تستغرق ما يصل إلى 18 شهرا تعقبها انتخابات رئاسية مبكرة، وواصل الطيران الروسي شن غاراته على عدة مناطق في سوريا، من جهته أكد النظام السوري انتزاع السيطرة على مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي (شمال البلاد) من يد تنظيم داعش. مسودة القرار وقدمت مسودة القرار التي أعدتها المملكة وترعاها قطر ودول عربية اخرى والولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وقوى غربية اخرى- أثناء اجتماع للجنة الثالثة بالجمعية العامة والتي تركز على حقوق الانسان. وقال الدبلوماسيون إن القرار بشأن سوريا واعلانات مماثلة بخصوص إيران وكوريا الشمالية وميانمار من المتوقع ان تطرح للتصويت عليها الأسبوع القادم. وسيأتي التصويت بعد اجتماع وزاري بشأن سوريا في فيينا ستعقده الولاياتالمتحدةوروسيا وقوى كبرى اخرى في وقت لاحق هذا الاسبوع. ومن دون ذكر روسيا بالاسم تنص مسودة القرار على أن الاممالمتحدة «تدين بشدة جميع الهجمات ضد المعارضة السورية المعتدلة وتدعو الى وقفها فورا بالنظر الى ان مثل هذه الهجمات يستفيد منها ما يسمى بتنظيم داعش في العراق والشام وجماعات ارهابية اخرى مثل جبهة النصرة». وتنص مسودة القرار على إدانة وجود «جميع المقاتلين الارهابيين الاجانب (في سوريا).. والقوات الاجنبية التي تقاتل بالنيابة عن النظام السوري وخصوصا فيلق القدس والحرس الثوري الايراني والميليشيات مثل حزب الله». وتطالب مسودة القرار جميع الميليشيات الاجنبية بمغادرة الاراضي السورية على الفور. وتدين بشدة تنظيم داعش وجماعات إسلامية متشددة اخرى عن انتهاكات حقوقية واسعة. لكن معظم الانتقادات في المسودة موجهة الى حكومة الرئيس السوري بشار الاسد وهو حليف لروسيا وايران تطالب الدول الغربية ودول عربية كثيرة برحيله. وتقول المسودة إن أكثر من 250 ألف شخص قتلوا في الحرب الاهلية في سوريا. وأظهرت مسودة وثيقة أن روسيا تريد أن يتفق النظام السوري والمعارضة على بدء عملية «إصلاح دستوري» تستغرق ما يصل إلى 18 شهرا تعقبها انتخابات رئاسية مبكرة. ووضعت روسيا الاقتراح الذي يتألف من ثماني نقاط قبل جولة ثانية من المحادثات المتعددة الأطراف بشأن سوريا في فيينا في وقت لاحق هذا الأسبوع. ويقول الاقتراح إنه ينبغي على الأطراف السورية الاتفاق على الخطوات في مؤتمر تنظمه الأممالمتحدة في المستقبل. وتقول المسودة إن رئيس النظام بشار الأسد لن يرأس عملية الإصلاح الدستوري غير أنها لا تستبعد مشاركته في الانتخابات المبكرة. ونفت موسكو ما تم تداوله عن وثيقة مسربة من 8 نقاط، وقال ميخائيل بوغدانوف مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية في حديث مع وكالة «تاس»: إن موسكو لم تشكل وثيقة خاصة بشأن تسوية الأزمة السورية لطرحها خلال لقاءات فيينا. وأوضح أنه لا توجد وثيقة، لكن هناك أفكارا متباينة، ولا تعد خطة خاصة أو مبادرة روسية، قائلا: «شاطرنا مع المشاركين في ما يسمى بعملية فيينا عددا من أفكارنا قد تكون مفيدة كونها مادة لمناقشات مقبلة حول كيفية بدء عملية سياسية، بالأخذ في عين الاعتبار أن العملية يجب أن يقودها السوريون أنفسهم، أما نحن فعلينا مساعدتهم». ميدانيا، شنت طائرات روسية غارات على مدينة دير حافر في ريف حلب الشرقي التي يسيطر عليها تنظيم داعش. كما أغارت على مدينة كفر زيتا التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في ريف حماة الشمالي، وفي ريف حمص الجنوبي تعرضت مدينة القريتين وبلدتا مْهين وحَوَارين لغارات كثيفة من قبل الطائرات الروسية. وفي دوما بريف دمشق قُتل أكثر من 15 شخصا -بينهم نساء وأطفال- في قصف لقوات النظام عليها، كما أصيب جراء القصف أربعون آخرون. وذكرت تقارير إخبارية أن قوات النظام السوري مدعومة بميليشيات عسكرية وبتغطية من الطيران الروسي، تمكنت من إعادة فرض سيطرتها على مطار كويرس العسكري في ريف حلب بعد عامين من حصاره من جانب تنظيم داعش. وكانت وكالة سانا السورية الرسمية للأنباء قالت إن الجيش السوري فك الحصار عن قواته داخل مطار كويرس، وقتل ثمانية مرتزقة حزب الله في معارك المطار، وبذلك يرتفع عدد قتلى الحزب منذ بداية التدخل الروسي في سوريا نهاية سبتمبر الماضي إلى 46 شخصا. وفي اللاذقية، قتل 23 شخصا وأصيب 62 آخرون جراء سقوط قذائف صاروخية على أحياء سكنية في المدينة التي يسيطر عليها النظام. وذكرت مصادر محلية ان القصف استهدف مشروع الأوقاف وموقف سبيرو في المدينة، وتسبب في احتراق عشرات السيارات. من جهتها قالت حركة أحرار الشام عبر موقعها الرسمي على الإنترنت إنها استهدفت بعشرات من صواريخ غراد قوات النظام في المربع الأمني ومرفأ اللاذقية ومطار حميميم العسكري في مدينة جبلة. ويضم المطار إحدى القواعد العسكرية الروسية. ودارت اشتباكات عنيفة فجر أمس بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من جهة اخرى، في محيط بلدة الحاضر بريف حلب الجنوبي، فيما تواصلت الاشتباكات العنيفة بين الطرفين في محيط قرية المحل بالريف الجنوبي، وسط تقدم للفصائل الاسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة في المنطقة. واغارت طائرات روسية على مناطق في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، بالتزامن مع قصف قوات النظام لمناطق في المدينة، كما ألقى الطيران المروحي عدة براميل متفجرة على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية.