قضت محكمة ابتدائية في مصر أمس بحبس أربعة ضباط في الشرطة ثلاثة منهم مع وقف التنفيذ في قضية قتل 37 معتقلاً من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي أثناء ترحيلهم إلى سجن أبو زعبل، فيما منعت الشرطة عقد مؤتمر صحافي ل «تحالف دعم الشرعية» المؤيد لمرسي أمس للرد على تقرير رسمي عن فض اعتصام «رابعة العدوية» حمّل المسؤولين عن الاعتصام مسؤولية سقوط مئات القتلى. وقضت محكمة جنح الخانكة بمعاقبة 4 ضباط شرطة بالحبس لمدد تتراوح ما بين سنة و10 سنوات، إثر إدانتهم بالتسبب في وفاة 37 معتقلاً اختناقاً وإصابة آخرين من المتهمين المرحلين في سيارة ترحيلات من قسم مصر الجديدة إلى سجن أبو زعبل في آب (أغسطس) الماضي. وعاقبت المحكمة نائب مأمور قسم شرطة مصر الجديدة المقدم عمرو فاروق بالحبس 10 سنوات مع الشغل والنفاذ والنقيبين إبراهيم نجم وإسلام حلمي والملازم أول محمد عبدالعزيز بالحبس لمدة عام واحد مع وقف تنفيذ العقوبة لمدة 3 سنوات، ما يعني تنفيذها في حال أقدم أي من المتهمين على ارتكاب جرم خلال تلك الفترة. وقبيل بدء الجلسة واعتلاء هيئة المحكمة المنصة، أودع المتهمون قفص الاتهام وسط حراسة مشددة. وكانت النيابة العامة أسندت إلى المتهمين الأربعة تهمتي القتل والإصابة الخطأ بحق المجني عليهم، بعدما استمعت إلى شهادة 7 من المجني عليهم نجوا من الحادث، علاوة على 40 شخصاً من قوات الشرطة والأطباء الشرعيين والخبراء. وتوفي المجني عليهم بعد أن أودع 45 معتقلاً سيارة ترحيلات لا تسع سوى 24 شخصاً. وإثر حدوث اختناق لعدد من المتهمين طرقوا بقوة على صندوقها لإخراجهم، فأطلق ضابط قنبلة غاز داخل السيارة ما زاد من الاختناق وسبب مقتل هذا العدد الكبير. واعتبرت النيابة العامة أن الضباط المتهمين شاب تعاملهم مع الضحايا «الإهمال والرعونة وعدم الاحتراز والإخلال الجسيم بما تفرضه عليهم أصول وظيفتهم من الحفاظ على سلامة وأرواح المواطنين ولو كانوا متهمين». وقال سائق السيارة الرقيب عبدالعزيز ربيع في تحقيقات النيابة إن الضباط المتهمين تركوا السجناء الضحايا يستغيثون من نقص الهواء وصعوبة التنفس داخل السيارة سبع ساعات كاملة ثم أطلقوا عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع داخل السيارة ما تسبب في وفاة 37 منهم، إلا أن المتهمين أنكروا تلك الرواية. والحكم ابتدائي ويجوز استئنافه. من جهة أخرى، منعت قوات الشرطة مؤتمراً صحافياً ل «تحالف دعم الشرعية» لطرح روايته لفض اعتصام رابعة العدوية الذي قتل فيه مئات المعتصمين. وحاصرت الشرطة مقر حزب «الاستقلال» حيث كان مقرراً عقد المؤتمر قبل موعده بنحو ساعة، ومنعت الصحافيين من دخوله. وأغلقت باب العقار الذي يضم مقر الحزب. وطلب الأمن من الصحافيين داخل مقر الحزب مغادرته، وأطلع على هويات الموجودين فيه. وقال القيادي في التحالف الناطق باسم «الجماعة الإسلامية» محمد حسان ل «الحياة» إن «الشرطة تذرعت بوجود عدد من المطلوب ضبطهم بناء على قرارات من النيابة العامة داخل مقر الحزب، واحتجزت 12 شخصاً، منهم 4 صحافيين و8 من الإداريين العاملين في الحزب، قبل أن تطلقهم في وقت لاحق». وأوضح أن أياً من قيادات التحالف لم يكن وصل المقر قبل حصاره، معتبراً أن الواقعة «كان هدفها إفشال المؤتمر الصحافي ومنع انعقاده لوأد كشف حقيقة مجزرة رابعة العدوية». وأضاف إن التحالف بصدد البحث عن طريقة لعقد المؤتمر الصحافي وتوزيع تقريره على الصحافيين. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الداخلية توقيف «خلية إرهابية خططت لتفجير أقسام شرطة وأماكن حيوية في مدينة المنصورة» في محافظة الدقهلية في الدلتا. وأوضحت أنه «تم ضبط مواد تصنيع متفجرات وقنابل يدوية وخرائط محدد عليها المنشآت الشرطية، في حوزة المتهمين». في غضون ذلك، قال مسؤول رفيع في وزارة الداخلية إن خطة أمنية مشددة بالتنسيق والتعاون مع القوات المسلحة وضعت لإحكام السيطرة على الشارع خصوصاً في القاهرة تحسباً لتظاهرات أنصار «الإخوان» اليوم لإحياء ذكرى الاستفتاء على تعديلات دستورية في 19 آذار (مارس) 2011 والتي تتزامن مع ذكرى الاحتفال باسترداد طابا من إسرائيل. ومن المقرر أن يضع الرئيس الموقت عدلي منصور ووزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي اليوم أكاليل من الزهور على قبر الجندي المجهول لمناسبة ذكرى تحرير طابا. وقال الناطق العسكري العقيد أحمد محمد علي إن عناصر من قوات الجيش والشرطة «ألقت القبض على 43 عنصراً إرهابياً وإجرامياً» في حملة أمنية في محافظات شمال سيناء والإسماعيلية وبورسعيد والشرقية والدقهلية ودمياط والمنيا. وأضاف في بيان أن القوات «دمرت ثلاثة أنفاق في منطقة الجبور في شمال سيناء وضبطت بنادق آلية وقنبلة هجومية عليها شعار كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وكمية كبيرة من الذخائر والأسلحة البيضاء». وكان مئات من طلاب وطالبات جامعة الأزهر تظاهروا أمس للمطالبة بإطلاق زملائهم، ورفعوا شعارات «رابعة» وهتفوا ضد الجيش والشرطة. وأطلق الطلاب ألعاباً نارية في الهواء، وخرجت مسيرة للطالبات من فرع جامعة الأزهر في حي مدينة نصر شرق القاهرة، وطافت شوارع عدة، لكن لم تحدث اشتباكات مع قوات الشرطة.