باعت شركة «شل» أصولها في قطاع التجزئة من محطات وقود للسيارات ووقود للطائرات، إلى «شركة البترول الكويتية العالمية» بقيمة تقدر بما بين 400 و500 ألف يورو. وستُسجَّل هذه المحطات باسم الشركة المشترية، وستحمل شعار «Q8» حالما تصدر موافقة الجهات الرقابية المحلية، بعد التأكد من أن هذا الوضع لن يؤثر سلباً في التنافسية بين الشركات. وتضم إيطاليا حوالى 24 ألف محطة بنزين منتشرة في كل أنحاء البلاد، وهو ما يعادل ضعفي عدد المحطات في فرنسا وما يقرب من ثلاثة أضعاف عددها في بريطانيا. وكانت «شل» أعلنت العام الماضي أنها تعتزم بيع بعض أصولها الخاصة بعمليات المصب في إيطاليا، بما فيها التجزئة والطيران والإمداد والتوزيع. ولم تُعلن قيمة الصفقة المبرمة مع الكويت، ولكن تقريراً نشرته صحيفة «إم إف» الإيطالية أفاد بأن قيمة الشبكة قد تصل إلى 500 مليون يورو. ولفت بيان من شركة «كليفورد تشانس» للاستشارات القانونية التي قدمت المشورة إلى شركة «شل» في هذه الصفقة، إلى أن شبكة التجزئة الخاصة بالشركة تضم نحو 830 محطة. وتملك «شركة البترول الكويتية العالمية» حوالى 2700 محطة بنزين في إيطاليا لتصل حصتها في السوق إلى 11 في المئة تقريباً. وقال أليساندرو جيلوتي، العضو المنتدب ل «شركة البترول الكويتية العالمية» في إيطاليا: «إن هذه الصفقة خطوة مهمة لشركة البترول الكويتية العالمية في تعزيز تنافسيتها في إيطاليا». وهذه الصفقة صالحة للطرفين إذ تريد «شل» أن تتخلص من بعض أصولها لتركز على خيارها الأول وهو زيادة إنتاجها من النفط والغاز. وقد ترى في بيع أصول إلى شركات، خيارات أفضل وأرباحاً أحسن حين لا تلبي هذه الأصول التوجه الاستراتيجي ولا تحقق عائدات مالية مناسبة تفوق ثمانية في المئة. وفي الوقت ذاته ترى الشركة الكويتية العاملة في إيطاليا، أن هذه فرصتها الذهبية لاسترجاع المركز الثالث في إيطاليا بعدما خسرته لأعوام بسبب مشاركات أخرى. وهي فرصتها التي قد تكون الأخيرة لتعزيز مواقعها في أماكن مختلفة إذ حصلت بموجب هذا الاتفاق على حوالى 800 محطة باتت مملوكة لها وتديرها هي وحوالى 900 محطة أخرى مملوكة للموزعين وهي ستحمل شعار «Q8» فقط. وتوجد في إيطاليا حوالى 24 ألف محطة لتوزيع الوقود من مختلف الأحجام والأنواع. وهي فرصة للشركة الكويتية لتجديد بعض المحطات التي لا تناسبها وتعديلها وتوزيعها وبيعها. إلا أن الإجراءات ستصب في النهاية في جعل الشركة في مركز أقوى وأفضل. وتُعتبر السوق الإيطالية من أكبر وأهم الأسواق حجماً وستدر على الشركة مبالغ مالية مناسبة. والشركة موجودة أيضاً في بلجيكا ولوكسمبورغ والسويد والدنمارك وفي مراكز متقدمة ومنافسة وهي في بعض هذه الأسواق في مركز الصدارة. في المقابل، تريد شركة «شل» عمل الشيء ذاته فتركز على أسواق مميزة في أوروبا وتتخلص من أصولها التي لا تمثل صلب نشاطها. وقررت الشركة العام الماضي بيع أصول بمقدار 15 بليون دولار موزعة في كل أنحاء العالم. وباعت أيضاً إلى الكويت مشروع الغاز الطبيعي المسال في أستراليا بمبلغ 1.14 بليون دولار. وباعت قطر 23 في المئة من حقوقها في حقل نفطي في البرازيل بحوالى بليون دولار. وأعلنت أخيراً بيع أصولها في قطاعي التكرير والتسويق في أستراليا إلى شركة «فيتول» بمبلغ 2.6 بليون دولار. وبدأت الشركة بالتركيز على صلب نشاطها وهو قطاع النفط والغاز بتسييل بعض الأصول لتوفير الأموال المطلوبة. لهذا السبب، تتخلص من أصولها التي لا تحقق أهدافها مثلاً بالحصول على عائد سنوي بين 10 و15 في المئة. هما استراتجيتان مختلفتان، ولكن الغرض واحد وهو التركيز على تحقيق أرباح والمنافسة بالبقاء في المراكز المتقدمة، والتوسع الجغرافي في الأسواق النامية، خصوصاً للشركة الكويتية التي تحاول أن تتوسع في الأسواق الواعدة شرقاً مثل إندونيسيا وأستراليا، وأن تجد منافذ آمنة للنفط الكويتي بالاستثمار في قطاعي التسويق والتكرير. وأفضل مثال استثمارها الحالي ببناء مصفاة مشتركة في فيتنام، مثلما فعلت منذ دخولها قطاع التجزئة في أوروبا عام 1983، لتنافس الشركات النفطية العالمية (الأخوات السبع) ولتمر بتجارب الشركات الكبرى. وهذا ما عملت من أجله كل من «شل» و«شركة البترول الكويتية العالمية».