قال الشيخ سلمان العودة إن الشريعة أوسع من الفتوى، وإن دائرة المباح فيها واسعة. وذكر أنه لا يعلم دليلاً من الشريعة يجعل الفتوى كأنها هي التي تحكم حياة الإنسان. وأضاف: «ليس كل شيء يحتاج إلى أن تقحم فيه الفتوى». وزاد: «إننا أعطينا الفتوى أكبر من حجمها وكأننا أردنا لها أن تتصدر الحياة». وشدد على أن بعضهم يلحون في السؤال «حتى ينطق المفتي بالتحريم. وبعض الناس يطرح أسئلة ملغومة، وقد وضع الجواب ضمن السؤال». وأكد العودة الذي يشرف على مؤسسة «الإسلام اليوم» أن الشريعة أوسع من الفتوى، إذ تشتمل على القرآن الكريم والسنة النبوية والمسلّمات الشرعية، ودائرة المباح فيها واسعة، فالأصل في الأشياء الحل، وفي الأفعال الإباحة، مشيراً إلى أن تصدر الفتوى بحيث تصبح كأنها هي التي تحكم الحياة الإنسانية «لا أعلم عليه دليلاً من الشريعة». وقال العودة – في برنامج «الحياة كلمة» الذي تبثه فضائية «أم بي سي»: «ليس كل شيء يحتاج إلى أن نقحم فيه الفتوى، فالإسلام أكبر من الفتوى». وأشار إلى «أننا أعطينا الفتوى أكبر من حجمها، وكأننا أردنا لها أن تتصدر الحياة. والعامة ليسوا بحاجة إلى أن يستفتوا في كل مجريات حياتهم مما هو معتاد ومألوف». وأضاف أن «الفتوى لا تعدو أن تكون إجابة على أسئلة معينة، قد تخص الفرد أو المجتمع. لكن الحياة مليئة بألوان وأنماط مختلفة، فالحياة فيها السياسي الذي يدير العمل من زاوية سياسية، والتاجر الذي يدير شؤون الحياة من منطلق الاقتصاد، وفيها الإبداع، والتقنية، والأمور الاجتماعية، كما أن فيها الخطأ والصواب». وأوضح العودة أن من الخطأ جعل الحياة كأنها محكومة بنظام الفتوى، «فهناك أشياء لا نحتاج إلى أن نسأل عن فتوى فيها، ولكن الإنسان يعمل فيها بمقتضى معرفته بالدين، وهي أمور سهلة وبسيطة وواضحة ولا تحتاج إلى سؤال، كما أنه توجد أشياء واضحة ومستقرة من فجر الإسلام إلى اليوم، وأمور متفق عليها، كذلك فإن هناك أشياء تحتاج إلى فتوى وبيان». وأضاف أن السائل هو مسؤول مثل المفتي. ولفت إلى أن بعض الناس أو كثيراً منهم لديه جرأة على طرح الأسئلة، والإلحاح بالسؤال، ومحاولة إقحام الفتوى في كل شيء، إذ يلح على المفتي بالمراجعة حتى ينطق له بالتحريم، وبعض الناس يطرح أسئلة ملغومة، وقد وضع الجواب ضمن السؤال، في حين أن بعض الناس قد يسأل بعفوية من دون قصد.