تبحث القمة الرابعة للدول العربية ودول أميركا الجنوبية في الرياض اليوم في أوضاع المنطقة، وتعزيز التعاون في الملفات السياسية والاقتصادية بين الجانبين، في وقت دعا الاجتماع الوزاري العربي الطارئ الذي استبق القمة أمس إلى وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. وأكد وزراء الخارجية العرب عدم قانونية المستوطنات في الأراضي المحتلة، وطالبوا بإعداد نظام دولي لحماية الفلسطينيين. ويستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الزعماء المشاركين في القمة في قصر المؤتمرات مساء اليوم، ويفتتح جلسة الأعمال الأولى. وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير: «إن هناك توافقاً بين الدول العربية واللاتينية تجاه العديد من القضايا والمسائل، وفي مقدمها مساندة دول أميركا الجنوبية للقضايا العربية العادلة». وأشاد بالمواقف الإيجابية لدول أميركا الجنوبية من القضية الفلسطينية، واعترافها بدولة فلسطين على حدود عام 1967، معرباً عن أمله في أن «يسهم هذا الاعتراف الدولي الواسع بدولة فلسطين في الدفع بالعملية السلمية لتحقيق أهداف السلام العادل والدائم والشامل». وأكد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد خلال ترؤسه الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية في الرياض أمس، أن الاجتماع يأتي بناء على التصعيد الخطر الذي تقوم به الحكومة الإسرائيلية، والمستوطنون، والجماعات اليهودية المتطرفة، والقوات الإسرائيلية في القدس حيث تقوم إسرائيل يومياً بارتكاب أبشع الجرائم في حق الشعب الفلسطيني، وتنتهك حرمات المسجد الأقصى، وكل المقدسات الإسلامية والمسيحية، من دون وازع أو رادع. وحمل إسرائيل مسؤولية تصاعد أعمال العنف الناتجة من احتلالها المستمر للأراضي الفلسطينية وإجراءاتها الباطلة بحق الشعب الفلسطيني. وأكد أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى، وأن استمرارها من دون حل عادل يشكل الجاذب الأساس لقوى الإرهاب والتطرف في المنطقة، كما تظل هذه القضية مفتاح أمن وسلم في المنطقة فهي أساس كل التوترات. وأضاف: «لا يسعنا الحديث عن مكافحة الإرهاب ومواجهته، وعن دعم السلم والأمن الدوليين في ظل هذه الجرائم المستمرة التي ترتكب بهذه الصورة البشعة. ونرى أن تسويف الحكومة الإسرائيلية في عملية السلام أوصل المجتمع الدولي إلى هذا الوضع المحبط على رغم الجهود الديبلوماسية الحثيثة المبذولة». وشدد على «ضرورة عدم إفلات المسؤولين الإسرائيليين والمستوطنين من المسؤولية القانونية إزاء ما ارتكبوا من جرائم بشعة، ونحملهم المسؤولية الكاملة عن تلك الجرائم التي تعد جرائم حرب يجب تقديم كل مرتكبيها للعدالة الدولية». وأوضح أن من غير المقبول التحدث عن عنف متبادل، وتشبيه المقاومة بالعدوان، خصوصاً في ظل اعتداءات المستوطنين المتكررة على الفلسطينيين، وتهديد الحكومة الإسرائيلية بفرض حصار كامل على الخليل. ولفت إلى أن وزراء الخارجية العرب مدعوون لحض المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته «إزاء ما ترتكبه إسرائيل بهدف تغيير الوضع القائم في القدس، من خلال تبني خطاب متطرف ومتوتر، وإجراءات غير إنسانية تجاه شعب يرزح تحت احتلال غاشم هناك...، ومن هذا المنطلق تتحمل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن التصعيد الحالي، ونكرر طلبنا المتمثل في توفير نظام حماية دولية للشعب الفلسطيني، كمطلب عاجل وضروري لحماية شعب أعزل من إرهاب مستعمر، وذلك في ضوء اتفاقات جنيف الأربعة لعام 1949، والبروتوكولات اللاحقة لها، لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، والرفع الفوري لكل أشكال الحصار الإسرائيلي الجائر على الأراضي الفلسطينيةالمحتلة». ودعا مجلس الأمن إلى الاضطلاع بمسؤولياته الكاملة لاستصدار قرار لوضع الآليات والإجراءات الكفيلة لضمان حماية وسلامة المدنيين الفلسطينيين خاصة، وأكد أهمية دعم الجهود الكبيرة التي يقوم بها الأردن في الدفاع عن المقدسات في القدس الشريف وفي إطار الرعاية الهاشمية التاريخية للمقدسات التي يتولاها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، الوصي على المقدسات. وشدد الشيخ عبدالله بن زايد على «ضرورة اتخاذ قرار في شأن ما يمكن عمله لوقف هذه الجرائم والانتهاكات، ولحماية مقدساتنا وأبنائنا من الفلسطينيين من هذه الجرائم العنصرية التي تستوجب منا الوقوف وقفة جادة تدفع المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه تلك الجرائم والانتهاكات الخطرة». من جانبه، قال الجبير إن «المجلس العربي حريص بالتأكيد على تعزيز التعاون بين المجموعتين في المجالات كافة، والمشاركة في جميع النشاطات والاجتماعات المقرر إقامتها». واعتبر في كلمته أمس أن البعد الجغرافي في الماضي عائق أمام تطوير العلاقات بين المجموعتين، «إلا أن ثورة المعلومات مكنت شعوبنا من فهم ومعرفة ثقافة بعضنا، كما أن طفرة المواصلات قربت المسافات وسهلت التنقل في ما بيننا، تُضاف إلى ذلك القواسم المشتركة، وفي مقدمها القيم والمفاهيم الإنسانية والأخلاقية التي تمثل الأساس الصلب لأي علاقة، علاوةً على القيم الدينية والحضارية المشتركة، والروابط الأسرية للعوائل العربية المهاجرة لأميركا». ولفت إلى أن «جميع هذه الحقائق من شأنه إزالة أي مُعوقات لزيادة الفرص الواعدة بين الجانبين، خصوصاً في ظل ما نتمتع به من إمكانات كبيرة تحضنا على زيادة التجارة والاستثمار في ما بيننا، وفي عدد من مجالات التعاون المشترك». وأكد أهمية بلورة شراكة قوية وفاعلة بين دول أميركا الجنوبية والعالم العربي لا تقتصر فوائدها على الجانبين، بل تمتد لتشمل خدمة خطة التنمية الدولية المستدامة، وفي إطار تعاون متعدد الأطراف تحت مظلة الشرعية الدولية، وذلك عبر ترسيخ مبادئ ميثاق الأممالمتحدة. من جانبه، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي: «إن القدس تتعرض ومقدساتها، وفي مقدمها المسجد الأقصى المبارك، إلى عدوان إسرائيلي همجي يستهدف تهويدها، واقتلاع مواطنيها وتهجيرهم وطردهم منها». وأضاف: «الشعب الفلسطيني يتعرض إلى أبشع صور العدوان من قوات الاحتلال والمستوطنين وعصاباتهم الإجرامية. كما تواجه مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك هجمة شرسة هدفها تهويد المدينة المقدسة، وفرض السيطرة الإسرائيلية على المسجد الأقصى وتقسيمه زمانياً ومكانياً».