فيما تكثفت حملة القصف الجوي بقيادة الولاياتالمتحدة ضد متشددي تنظيم «داعش» في سورية والتي توقفت تقريباً في أواخر تشرين الأول (أكتوبر)، أعلن وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر الأحد، أن بلاده يمكن أن ترسل مزيداً من الجنود إلى سورية لمحاربة «داعش» في حال وجدت واشنطن مزيداً من القوات المحلية الراغبة في محاربة هذا التنظيم والقادرة على ذلك. ووفق أرقام الجيش الأميركي، فقد نفذت قوات التحالف 56 ضربة ضد «داعش» في سورية خلال الأيام الثمانية من 30 تشرين الأول (أكتوبر) وحتى السادس من تشرين الثاني (نوفمبر)، بعدما لم تنفذ سوى ثلاث ضربات فقط في الأيام الثمانية التي سبقتها. وركزت الضربات على بلدات مارع والهول والحسكة ودير الزور. وقالت قوة المهام المشتركة في بيان الإثنين، إن الولاياتالمتحدة وحلفاءها نفذوا 24 ضربة جوية ضد «داعش» في العراق وسورية الأحد. وقالت القوة إن 13 ضربة أصابت، قرب أربع مدن في سوريا، عدة أهداف بينها محطتان لفصل النفط والغاز، يسيطر عليهما التنظيم المتشدد. وفي الإطار ذاته، نقلت وكالة «فرانس برس» عن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان قوله في دكار أمس إن الجيش الفرنسي قصف الأحد منشأة نفطية لتنظيم «داعش» قرب دير الزور. وأوضح في تصريح على هامش منتدى دولي حول السلام والأمن في أفريقيا: «تدخلنا في سورية مساء (أول من) أمس عبر ضربة على نقطة تسليم النفط في ضواحي دير الزور على الحدود بين العراق وسورية». وتزامن ارتفاع عدد الضربات الجوية والصاروخية في سورية مع تغيّر في نهج واشنطن في التعامل مع الصراع بعد انهيار مساعيها لتدريب مقاتلين من المعارضة السورية لمحاربة «داعش». كما نشرت روسيا طائرات حربية في سورية، الأمر الذي زاد الضغط على الولاياتالمتحدة للقيام بتحرك أكثر فاعلية. وأكد البيت الأبيض يوم 30 تشرين الأول (أكتوبر) أنه سيرسل عشرات من أفراد قوات العمليات الخاصة إلى سورية، لتقديم المشورة ومساعدة تحالف من جماعات معارضة مسلحة موجودة بالفعل على الأرض. كما عبّر وزير الدفاع أشتون كارتر عن نيته تكثيف الحملة الجوية. وجددت الجماعات المدعومة من الولاياتالمتحدة في سورية مساعيها للسيطرة على مدينة الهول الشرقية وإبعاد «داعش» عن الحدود التركية على طول خط الجبهة في مارع شمال حلب. وانتقد مشرعون جمهوريون وآخرون الحملة الجوية الأميركية، قائلين إن كثافة الضربات غير كافية لوقف تقدم «داعش» الذي سيطر على مناطق واسعة من العراق وسورية. ووفقاً لبيانات عسكرية أميركية حللتها «رويترز»، فقد وصلت الحملة الجوية ذروتها في تموز (يوليو) عندما نفذت الطائرات الحربية 887 ضربة جوية منها 518 في العراق و369 في سورية. ومنذ ذلك الحين، ظلت الضربات في العراق في حدود 500 ضربة في الشهر، بينما تراجعت في سورية باضطراد كل شهر لتصل إلى 117 في تشرين الأول. ويقلل مسؤولون عسكريون أميركيون من أهمية البيانات عن الضربات، قائلين إنها تعبّر عن الصعود والهبوط في المعارك وتتأثر بعوامل مثل الطقس السيئ الذي قد يؤدي إلى تغيير الأهداف في أحد الأيام. وقال الكولونيل ستيف وارن وهو متحدث عسكري أميركي في بغداد في رسالة بالبريد الالكتروني: «لا نركّز على أعداد الضربات. نركز على تأثير ضرباتنا». في غضون ذلك، سُئل الوزير اشتون كارتر في لقاء مع شبكة التلفزيون الاميركية «ايه بي سي» حول ما اذا كانت الولاياتالمتحدة سترسل مزيداً من الجنود إلى سورية، في حال وجدت مزيداً من القوات المحلية الراغبة في محاربة «داعش» والقادرة على ذلك. فأجاب: «بالتأكيد». وتابع: «هذا مهم، لأننا ننقل كل خبرتنا إلى القوى المحلية التي تعيش في المنطقة، وبعد أن تتمكن من إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش بإمكانها أن تعيد الحياة إلى طبيعتها هناك، وعندئذ يكون بإمكان الاميركيين العودة إلى بلادهم». وقال وزير الدفاع الأميركي أيضاً: «سنساعدهم -أي المقاتلين ضد «داعش» - وسنرى عندها. في حال زاد عددهم وإذا وجدنا مزيداً من المجموعات الراغبة في قتال الجهاديين، وإذا كانوا قادرين وراغبين في ذلك، سنقوم عندئذ بالمزيد لمساعدتهم». وزاد: «لقد أبدى الرئيس (أوباما) رغبة في القيام بالمزيد، وأنا مستعد تماماً لأن أطلب منه بذل المزيد، إلا أننا في حاجة لقوات محلية قادرة على مواجهة مجموعة داعش، وهذا الأمر هو مفتاح النصر الدائم». وكان الرئيس باراك اوباما سمح في 30 تشرين الأول الماضي بإرسال مجموعة صغيرة من القوات الخاصة إلى شمال سورية للمشاركة مباشرة بالاستعدادات لمحاربة «داعش».