إذا صدف وتواجدت في بانكوك وكان هناك متسع من وقت ل «اكتشاف» مناطق قريبة نوعاً ما بعيداً من العاصمة المزدحمة بكل شيء، والمتعثرة بعض ساحاتها وشوارعها هذه الأيام بتظاهرات المطالبين بإسقاط الحكومة واعتصاماتهم، يمكنك أن تشدّ الرحال صوب باتايا (نحو 165 كلم جنوب)، لتلتقط أنفاسك وتتعرّف إلى جانب طبيعي خلاب، لا يُعطى حقه حين ينحصر الحديث عنه بما يوفره المكان من إغراءات لهو وترفيه صاخبين. فمنذ أن كانت بلدة صيد الأسماك، ازدهرت باتايا للمرة الأولى باعتبارها مقصد «آر أند آر» خلال حرب فيتنام، وتطورت لتصبح وجهة لأسر كثيرة. وتشمل الأنشطة التي يمكن مزاولتها لعب الغولف (21 ملعباً منتشرة في محطيها) وسباقات «جو- كارت»، وزيارة الحدائق المختلفة وحدائق الحيوان مثل قرية الفيل. كما تتميز حديقة «سري رشا تايغر» بوفرة النمور والتماسيح. وتنظّم غواصة «فيمانتالي» رحلات تحت الماء لرؤية المرجان والحياة البحرية على بُعد كيلومترات قليلة من الشاطئ. وتعتبر حديقة «آكر» البالغة مساحتها كيلومتران مربعان (15 كلم جنوب) بنباتاتها الفريدة ومنها السحلبية، موقعاً لعروض ثقافية وكرنفالات. وتشمل عوامل الجذب السياحي الأخرى في باتايا، حديقة «مليون سنة حجر بارك»، و «مزرعة التماسيح» وحديقة الألعاب المائية، و «ملاهي فاني لاند»، ومزرعة «سيربورن أوركيد»، ومسرح «ثاي ألانجاكارم» (عروض ثقافية)، ومتحف «بوتل آرت»، ومتحف «صدق أو لا تصدق ريبل»، و «حوض الماء» حيث توجد مجموعة من الأنواع البحرية في خليج تايلاند بما فيها أسماك القرش والراي اللسّاع. أما «خاو فرا تام ناك» أو «خاو فرا بات»، فهي تلة صغيرة تقع بين جنوب باتايا وشاطئ جومتيان الذي يوفر رؤية بانورامية للمدينة. ويعلو التلة «وات خاو فرا بات»، وهو معبد، النصب التذكاري لKromluang Chomphonkhetudomsak، المعروف بأنه «الأب المؤسس للبحرية التايلاندية الحديثة». وهناك أيضاً «ملاذ الحقيقة» أو «محرابها»، وهو هيكل خشبي كبير شيّد في عام 1981 في البحر في اييم راتشويت، ويعتبر الأكبر في تايلاند، «تأكيداً» على أن حضارة الإنسان تحققت وانتعشت من طريق الحقيقة الدينية والفلسفية. ويطلق عليه السكان المحليون اسم «بوران وانغ» (القصر القديم) و «ماي براسات» (القلعة الخشبية). طعم التراث وتشكّل ميني سيام نموذجاً مصغراً للقرية التي تحتفل بتراث تايلاند مع نسخ من أشهر الآثار والمواقع التاريخية بما في ذلك معبد الأميرالد بوذا، والنصب التذكاري للديموقراطية، والجسر فوق نهر كواي، وبراسات هين فيماي. كما تعرض نماذج من جسر برج لندن، وبرج إيفل، وتمثال الحرية ونافورة تريفي (...). ويوجد داخل مجمّع المعبد نسخة طبق الأصل من بصمة قدم بوذا. ولا تحجب هذه المعالم الفضول لزيارة باتايا المدينة. هناك، ينقسم الجرف لمنطقة الخليج إلى شاطئين رئيسيين. وتعتبر باتايا بيتش موازية لوسط المدينة، وهي مقصد لمحبي السباحة والمتسكعين مع قسم من وسط الطريق (باتايا كلانغ) جنوباً إلى الميناء مكوناً جزءاً من جوهر المدينة والمطاعم وبعضها يقدّم أطباقاً بحرية يعدها صيادون في القرى المجاورة، واستئجار الدراجات النارية، وعناصر الجذب الليلية. وتزدحم في جومتين بيتش الفنادق المطلة على البحر والمجمعات المؤلفة من طابق واحد، والشقق والمطاعم. كما تتوافر أنشطة مثل التزلج على الماء، والبرسيلينغ واستئجار مراكب شراعية صغيرة، إلى مرافق توفر خدمات تنظيم المؤتمرات والحفلات، ومنها حفلات الزفاف. ويعتبر البرج المكون من 91 طابقاً أوشن وان («O1») البالغ ارتفاعه 367 متراً، أعلى مباني تايلاند، وأحد أطول العمارات السكنية في العالم. تقع باتايا قبالة خليج تايلاند، وهي محاطة بمقاطعة بانج لامونج. وتخضع المدينة للحكم الذاتي. وتعتبر أيضاً مركز عاصمة منطقة باتايا - تشونبوري، والمجتمعات الحضرية في هذه المقاطعة. جاء اسم باتايا من حملة فارايا تاك (في وقت لاحق الملك ثاكسين) وجيشه التي شنّها انطلاقاً من أوتايا إلى شانثابوري، وذلك قبل سقوط العاصمة السابقة للغزاة البورمية في عام 1767. عندما وصل جيشه قرب ما يسمى الآن باتايا، واجه قوات ناي كلوم، التي حاولت اعتراضه. وعندما التقى الزعيمان وجهاً لوجه، كان ناي كلوم يشعر بالهيبة تجاه معاملة فارايا تاك الكريمة وانضباط جيشه وسلوكه الصارم . واستسلم بعد ذلك من دون قتال. وسُمّي المكان الذي تواجه فيها الجيشان ثاب فارايا أي جيش فارايا. وقد تغير هذا الاسم لاحقاً إلى فاتايا، الذي من الممكن أن يعني الرياح التي تهب من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي في بداية موسم الأمطار. واليوم تعرف المدينة رسمياً باسم باتايا. قبلة الجنود الأميركيين على مر القرون، كانت باتايا قرية صيد صغيرة. ولكن حدث التغيير يوم 26 نيسان (أبريل) عام 1961 عندما وصلها للاسترخاء حوالى 100 جندي أميركي يقاتلون في حرب فيتنام. ومن هذه البداية، أصبحت باتايا منتجعاً شاطئياً مشهوراً، واستبدلت أكواخ الصيادين على طول الشاطئ بفنادق ومنتجعات ومراكز للتسوّق. وعدّلت سفن الصيد لتصبح قوارب سياحية. تُسمى باتايا بمدينة السياحة الملونة والفنون والثقافات، موفرة الراحة والاستجمام وأجواء الليل الصاخبة الخافقة بالموسيقى، ومن معالمها على هذا الصعيد شارع «Walking street» البالغ طوله نحو كيلومترين، والذي يمنع عبوره على المركبات عند العاشرة ليلاً، ويخصص للمشاة بسبب ازدحام السياح، ويضم بين مرافقه حلبة للملاكمة التقليدية.