نشرت شبكة «هيئة الإذاعة البريطانية» (سي إن إن)، على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام» الأسبوع الماضي، سلسلة صور لأحذية لاجئين سوريين التقطها المصور الصربي ماركو ريسوفك. وقالت الشبكة: «إن الصور توضح الحال التي وصلت إليها أحذية اللاجئين السوريين نتيجة الصعوبات التي واجهوها في رحلتهم، إذ لا يزال اللاجئون يصلون بأعداد كبيرة إلى الحدود الصربية - الكرواتية، انتظاراً للحافلات الآتية من الجانب الكرواتي، حيث تزداد صعوبة الرحلة مع الأجواء الباردة وهطول الأمطار، ما يؤدي إلى تلطيخ ملابس اللاجئين وأحذيتهم بالطين». وروى لاجئون التقطت صور أحذيتهم، الأهوال التي مروا بها حتى وصولهم إلى أوروبا، هرباً من الحرب والموت. والمثير أن صور الأحذية فعلاً معبرة، فمنها ما كان لأطفال لا يزيد حجم قدم كل منهم عن كف اليد، ومنها لصبي يرتدي حذاء كرة القدم هو ما تبقى له ربما من حلم كان يسعى إليه حينما بدأت الأحداث، وأخرى لفتاة ترتدي حذاء ذا كعب عريض وجوارب باللون الوردي الزاهي. ومن المفارقات أن جزءاً صغيراً من تعليقات متابعي الصفحة اقتصر على أن «أحذية اللاجئين لم تكن قذرة بما فيه الكفاية، في حين كان الجزء الأكبر جدالاً بين مواطني تنزانيا على من يجب أن يكون الرئيس المقبل لها!». وفي 25 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بحث قادة دول البلقان والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي تتحمل العبء الأكبر من اللاجئين، وهي النمساوألمانيا وكرواتيا وسلوفينيا وبلغاريا ورومانيا، سبل حلّ الأزمة في قمة مصغرة بدعوة من رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، بعدما تأخرت دول الاتحاد عن تنفيذ التزاماتها في شأن التضامن في تحمّل عبء اللاجئين، مع استمرار التدفق البشري بوتيرة متصاعدة. وتحدث خلال القمة، الناطق الرسمي الأوروبي مارغريتس شيناس، عن «الطابع العاجل للخطوات اللازمة»، قائلاً: «نكافح مع الدول الأعضاء ومؤسسات الاتحاد على كل الجبهات. لدينا أناس يعيشون في الغابات». في المقابل، هدّد رؤساء وزراء صربيا ورومانيا وبلغاريا بإغلاق حدود بلادهم أمام المهاجرين في حال قامت دول أخرى بمثل هذه الخطوة، خصوصاً ألمانيا، لأنهم لا يرغبون في أن تصبح حدودهم منطقة تجمع للمهاجرين. ويشار إلى أن برلين بدأت تطبيق قانون يشدد شروط اللجوء، والذي سيتسبب في حرمان مواطني ألبانيا وكوسوفو ومونتينيغرو من اللجوء إلى ألمانيا، إذ تُعتبر هذه الدول آمنة «إلا في حالات استثنائية»، لمواجهة التدفق غير المسبوق للمهاجرين إلى ألمانيا في العام الحالي.