أوردت وسائل إعلام بريطانية أن رئيس الوزراء ديفيد كامرون سيوجّه غداً أقوى تحذير له من احتمال تأييده انسحاب بلاده من الاتحاد الأوروبي، اذا لم يوافق قادته على مطالبه للإصلاح. وسيحدّد كامرون الخطوط العريضة لمطالب بريطانيا لإعادة التفاوض على شروط عضويتها في الاتحاد، في رسالة يوجّهها الى رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك تُنشر غداً. وسيعلن كامرون في اليوم ذاته أنه قد يؤيد انسحاب بريطانيا، في استفتاء يُنظَّم قبل نهاية 2017، إذا لم يتسنَّ التوصل الى اتفاق. وأشارت وسائل الإعلام البريطانية الى أن رئيس الوزراء سيقول: «إذا لم نستطع التوصل الى هذا الاتفاق، وإذا لم تلقَ مخاوف بريطانيا آذاناً صاغية - وهذا ما لا أعتقد بأنه سيحدث - سيتوجّب علينا حينئذ التفكير مجدداً في ما إذا كان هذا الاتحاد صواباً بالنسبة إلينا. وكما قلت سابقاً، لا أستبعد شيئاً». وستتضمّن رسالة كامرون لتاسك مطالب مثل حظر مزايا الرعاية الاجتماعية في العمل لمهاجري الاتحاد لأربع سنوات، وإعفاءً من أي تكامل أوثق للاتحاد، ومنح سلطات أكبر لحكومات الدول لوقف قوانين الاتحاد. لكن رئيس الوزراء البريطاني سيكرر أنه يريد بقاء بريطانيا في الاتحاد، علماً انها انضمت اليه عام 1973. وسيضيف كامرون: «على مَن يعتقدون بضرورة بقائنا في الاتحاد بأي ثمن، أن يفسّروا سبب ضرورة قبول بريطانيا الوضع الراهن. وعلى الذين يعتقدون بضرورة انسحاب بريطانيا الآن، أن يفكروا ملياً في تبعات حججهم. ما الذي سيعنيه وجودنا خارج الاتحاد الأوروبي، بالنسبة الى أمننا الاقتصادي»؟ على صعيد آخر، أحيت العائلة البريطانية المالكة السبت ذكرى ضحايا البريطانيين الذين ضحّوا من أجل بلادهم خلال حروب القرون الماضية، وذلك في مراسم تذكارية ضخمة أقيمت في قاعة «رويال ألبرت هال» في لندن. وشهد الحفل حضوراً ملكياً كامل العدد ابتداء من الملكة إليزابيث الثانية وزوجها الأمير فيليب والأمير وليام وزوجته كيت ميدلتون. وغاب ولي العهد الأمير تشارلز وزجته كاميلا اللذان يقومان بزيارة رسمية إلى نيوزيلندا. كما حضر المراسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون وزوجته سامانثا، وزعيم حزب العمال جيرمي كوربين الذي تساءلت صحيفة «دايلي ميل» البريطانية عن ملابسات غياب زوجته. وجلس خلف كوربين رئيس الوزراء وزعيم «العمال» سابقاً توني بلير، ولفت نظر المصورين مشهد الرجلين الواحد خلف الآخر رغم كونهما على طرفي نقيض بالنسبة إلى حرب العراق وسائر السياسات التي انتهجها «العمال» تحت قيادة بلير. ولفتت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إلى أن هذه المراسم تعتبر بمثابة مهرجان وطني يطلق عليه اسم «المهرجان البريطاني لإحياء ذكرى الجيش» ويعقد في شكل سنوي منذ عام 1927 كنوع من تكريم وإحياء ذكرى ضحايا الحروب العالمية من البريطانيين. وأشارت «بي بي سي» إلى أن جميع الحاضرين من دون استثناء وضعوا شعاراً على شكل زهرة الخشخاش يطلق عليه اسم «بوبي» ويتم تثبيته على الملابس لجهة الصدر في مثل هذا الشهر من كل عام لإحياء ذكرى ضحايا الحرب العالمية الأولى والثانية، والذين ضحّوا بأرواحهم من أجل بريطانيا.