انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، تمتع وسائل إعلام ب «حصانة»، وأداءها دور «شرطة سرية» و»تلاعبها بحرية الإعلام». وندد ب «تسميم الأجواء» في البلاد بعد إبرامها الاتفاق النووي مع الدول الست. وكان الرئيس الإيراني تحدّى «الحرس الثوري»، بعد إعلان الأخير توقيف صحافيين وناشطين، إذ انتقد استغلال تحذير مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي من «تغلغلٍ» معادٍ في إيران، لاعتقال صحافيين بذريعة أنهم يشكّلون «شبكة لاختراق» البلاد. لكن «الحرس» واصل حملته، إذ أعلن اعتقال 170 ناشطاً في مواقع تواصل اجتماعي في 11 مدينة، اتهمهم بنشر مواد تهدد «القيم الإسلامية». وقال روحاني: «بعضهم يقول إنه ثوري. ولكن أن يكون الفرد ثورياً يعني بالنسبة إليّ عدم الكذب وعدم اتهام آخرين». وأضاف خلال افتتاح معرض للصحافة ووكالات الأنباء في طهران: «أن يكون الفرد ثورياً يعني إعطاء الأمل وطمأنة الشعب. جزء من النخبة يهاجم جزءاً آخر: هل هذا معنى الثورة أو أن تكون ثورياً»؟ واعترف بحقّ الصحافة في «انتقاد الحكومة والقضاء والبرلمان»، مستدركاً أن «الانتقاد لا يعني الاتهام ولا تلطيخ السمعة أو الإهانة أو الكذب». وتابع: «علينا أن نكون متيقّظين، ولكن يجب الامتناع عن تسميم الأجواء باستمرار» بعد إبرام الاتفاق النووي. وزاد: «لا يمكن منح صحف حصانة، واستثناءها من الإغلاق، وأن تؤدي دور شرطة سرية، بحيث يمكن للمرء أن يستشفّ من عناوين، مَن سيُعتقل و(أي مؤسسة إعلامية) ستُغلق، وسمعة أي شخص يجب أن تُلطّخ، ومَن هو على جدول أعمالها». وشدّد روحاني على أهمية «النظام الصحافي الشفّاف الواضح والقوانين النيّرة»، وزاد: «إذا بات القانون واضحاً، لا يستطيع بعضهم التلاعب بحريّة الإعلام، بذريعة كلمة أو جملة». وتابع: «النقد حقّ مشروع للصحافة والإعلام، ويجب أن يكون منصفاً، كما أن الرد عليه يجب أن يكون مسؤولاً وصائباً. للجميع حقّ النقد، ولكن يجب أن يكون بنّاءً، لا لمجرد توجيه اتهامات كذباً، من أجل التخريب والإساءة والإقصاء. تشويه سمعة الحكومة بأموال الناس ليس مقبولاً ولا يؤدي إلى إرساء الأمن». ولفت إلى أن إغلاق صحف ومنعها من الصدور، يجب أن يكونا المرحلة الأخيرة في التعامل مع وسائل الإعلام، رافضاً المسّ بحرية الصحافة تحت أي ذريعة. وتابع: «إذا ارتكبت وسيلة إعلام جريمة، يجب أن تحقّق وزارة الثقافة، ومجلس مراقبة الإعلام، والقضاء، لمعرفة هل أن تلك الوسيلة عمِلت لمصلحة البلد أو لمصلحة الأجانب. لا يمكن لأي ضابط أمن أن يحكم على الصحافة، ويجب أن نتحرّك نحو قوانين متساوية للجميع». وأشار روحاني إلى أن طهران «ستبدأ خلال أسابيع بيع سداسي فلورايد اليورانيوم وشراء الكعكة الصفراء»، مضيفاً: «أي أننا سندخل سوق التجارة النووية». وشدد على أن «أجهزة الطرد المركزي المُستخدمة في تخصيب اليورانيوم «ستصبح أكثر تطوراً بكثير عما هي عليه الآن».