تجاوزت حصيلة الصفقات في اليوم الثاني من «معرض دبي للطيران» أمس 210 بلايين دولار، معظمها لطائرات تجارية ومحركات اشترتها ناقلات وطنية خليجية من شركتي «بوينغ» الأميركية و «آرباص» الأوروبية. وحصدت الإمارات معظم هذه الصفقات، في وقت يسجل اقتصادها انتعاشاً بدأ يتجاوز معدلات ما قبل أزمة المال العالمية. وأعلن نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في تعليق على هذه الصفقات، أن لدى الإمارات «رؤية متفردة حتى عام 2021 لتصبح من أفضل دول العالم، كما لدينا طموحات اقتصادية عالمية في قطاعات كثيرة منها الطيران». وأكد أن السنوات السبع المقبلة «ستكون حاسمة لتصبح الإمارات لاعباً اقتصادياً رئيساً في العالم». وفي اليوم الثاني من افتتاح المعرض الذي يستمر خمسة أيام، وقعت «آرباص» اتفاقاً لبيع سبع طائرات بقيمة 1.3 بليون دولار من شركة طيران ليبية جديدة تحمل اسم «الأجنحة» للطيران، بعدما أُعلن انطلاقها أمس في المعرض. وطلبت الشركة ومقرها طرابلس ثلاث طائرات «إيه - 350-900 « وأربع طائرات «إيه - 320 نيو». وأبرمت «آرباص» اتفاقاً جديداً لتوسيع نطاق اتفاق الشراكة مع شركة «مبادلة» الإماراتية المعنية بتطوير اقتصاد أبوظبي، يقضي بإنتاج مزيد من المكونات والأجزاء المعدنية للطائرات في الإمارات وتوريد مواد خام بقيمة 2.5 بليون دولار. وأعلنت الشركتان توقيع اتفاق إستراتيجي جديد من شأنه تعزيز دور «مبادلة» على المدى الطويل، كمورد من الفئة الأولى ل «بوينغ». وتحظى «مبادلة» من خلال هذا الاتفاق بفرصة توريد مواد مركبة متطورة ومعادن معالجة، بقيمة 2.5 بليون دولار، لبرامج «بوينغ» التجارية بما في ذلك برنامجا «787» و «777 إكس». واتفقت «بوينغ» و «مبادلة» أيضاً على التعاون في تطوير القدرات التصنيعية للمواد المركبة الجاهزة وألياف الكربون في أبوظبي. وأُعلن عن تلزيم شركة «ستراتا للصناعات» التابعة ل «مبادلة» مورداً للأجنحة الرأسية لطائرات «787 دريم لاينر». وتلتزم شركتا «بوينغ» و «مبادلة» مواصلة التعاون في شكل وثيق لتطوير قدرات الإمارات في قطاع صناعة الطيران. واعتبر المدير التنفيذي ل «مبادلة» لصناعة الطيران وتكنولوجيا الاتصالات والخدمات الدفاعية التابعة لشركة «مبادلة للتنمية» حميد الشمري، أن الاتفاق «يعزز العلاقة مع «بوينغ» ويزودنا بمنصة مهمة في ظل سعينا المستمر نحو تعزيز دورنا كمورد رئيس لهياكل الطائرات من المواد المركبة لشركة بوينغ»، إضافة إلى تطوير شركة «ستراتا» لتصبح مورداً رئيساً من الفئة الأولى في هذا القطاع». وأفادت شركة «روكويل كولينز» المتخصصة بمجال إلكترونيات الطيران، بأن الاختيار وقع على حزمة أنظمتها الشاملة لتحديث 82 طائرة ضمن الأسطول الجوي التابع ل «الخطوط التركية». ومن بين الصفقات المنجزة أمس في «معرض دبي للطيران»، اتفاق وقعته شركة «بومباردييه آروسبيس» مع شركة «طيران ساحل العاج»، لشراء طائرتين من طراز «كيو 400 نكستغن»، إضافة إلى طلبية اختيارية لطائرتين أخريين. وبناء على لائحة الأسعار، تبلغ قيمة العقد للطائرتين اللتين تأكد شراؤهما 69 مليون دولار. وفي حال تأكدت طلبية الطائرتين الأخريين، ستصل قيمة العقد إلى 141 مليون دولار. وأشارت شركة «بيل هليكوبتر» التابعة لشركة «تكسترون إنكوربوريتد»، إلى تسليم أولى الطائرات المروحية من طراز «412EPI» في العالم، إلى شركة طيران أبوظبي، التي كانت اتفقت على شراء هذا الطراز من الطائرات العمودية، بهدف استخدامها في دعم عمليات النقل لحقول النفط البحرية في الإمارات. ولفتت «الاتحاد للطيران»، إلى أنها ستطلق خدمة الرحلات اليومية من أبوظبي إلى زوريخ بدءاً من الأول من حزيران (يونيو) 2014، والتي ستصبح أحد المراكز التشغيلية الرئيسة لشركة «داروين إرلاين». إلى ذلك أوردت وكالة «رويترز»، أن مراكز الطيران في منطقة الخليج مثل دبيوأبوظبي والدوحة، تنفق بلايين الدولارات على البنية التحتية لاستقطاب المسافرين وتنويع مصادر الإيرادات، في وقت تجد الاقتصادات الغربية صعوبة في الاستثمار. وحذرت مجموعة تمثل الطيارين في شركات طيران أميركية، من «تداعيات خطيرة على الاقتصاد الأميركي والعاملين في شركات الطيران الأميركية ستنتج من بيع مئات الطائرات إلى الشركات الخليجية التي تنافس نظيرتها الأميركية».