حصلت الاحزاب الشيعية العراقية علي اكثرية الاصوات في الانتخابات البرلمانية العراقية الاخيرة، وفازت بغالبية المقاعد البرلمانية. ولم يكن هذا الامر مستغرباً. فالشيعة بالعراق هم الغالبية. ومن المفيد الوقوف عند الملاحظات التالية للحفاظ علي الانجازات التي تحققت في هذه الانتخابات المهمة، وأبرزها: – كان في وسع الاحزاب الشيعية الرئيسية ان تحصل علي مقاعد اكثر لو عقدت ائتلافاً واسعاً يضم الاحزاب الشيعية الكبيرة والصغيرة من اجل توفير ظروف مناسبة لاختيار رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، وتشكيل الوزارة الجديدة. – فشلت الدول العربية، خصوصاً دولة خليجية، في بلوغ اهدافها، على رغم بذلها الاموال الطائلة. وأخفقت الولاياتالمتحدة في تسويق شخصياتها والاحزاب المرتبطة بها للسيطرة على المقاعد البرلمانية. ولم يستطع طارق الهاشمي وإياد علاوي السيطرة على البرلمان، على رغم رصد الدولتين الاموال الطائلة لهما. والفشل هذا دليل على رغبة العراقيين في رفض التدخل الاجنبي. – حريّ بالاحزاب الشيعية العراقية ان تتحلى بالمسؤولية في التعامل مع نتائج الانتخابات. فالشخصيات التي يؤيدها الاجانب لن توفر جهداً لعرقلة مساعي الاحزاب هذه. والتحدي يفترض تحالف الاحزاب الشيعية لتشكيل الوزارة والسيطرة على البرلمان. – ومن شأن تشكيل ائتلاف موسع يضم الحكومة والمجلس الاعلى، وهما حصدا ثلثي المقاعد البرلمانية، الحفاظ على مكاسب الانتخابات والحؤول دون عودة البعثيين، وهم الخطر الحقيقي الذي يتهدد العراق في المرحلة الراهنة. ويدعو الى الاسف مناداة بعضهم بعدم ائتلاف هذه الاحزاب. وهذا يصب في مصلحة عملاء الدولتين الذين لم يبلغوا مآربهم في الانتخابات. – اثبتت الاعوام الاربعة الماضية أن الاحزاب الشيعية مسؤولة امام جميع ابناء الشعب العراقي، على رغم التزام قاعدة «لكل عراقي صوت واحد»، وأن الشيعة، والمؤسسة الدينية الشيعية، يتصدران المواجهة مع الاحتلال من أجل استقلال العراق والحفاظ على الوحدة الاسلامية. – وإبعاد الشيعة عن السلطة هو في مثابة حرمان الاكثرية من حقها القانوني، ويفتح الطريق أمام عودة البعثيين وعملاء الخارج. * افتتاحية «جمهوري اسلامي» الايرانية، 13/3/2010، إعداد محمد صالح صدقيان