أرسل الاتحاد السوفياتي في الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) 1957، أي منذ 58 عاماً، الكلبة "لايكا" إلى الفضاء داخل مركبة «سبوتنيك 2». وكان الهدف من الرحلة اختبار سلامة الرحلات الفضائية للبشر، لكنها كانت مهمة انتحارية ل"لايكا"، لأن التكنولوجيا آنذاك لم تضمن رحلة العودة. والتُقطت "لايكا" من شوارع موسكو قبل أسبوع من الرحلة. وهي اختيرت لتنفيذ العملية بسبب حجمها الصغير المناسب وهدوئها، وفق ما ذكرت وكالة «أسوشياتيد برس». وأرسل الاتحاد السوفياتي 36 كلباً إلى الفضاء قبل إرسال يوري غاغارين، أول إنسان يدور حول الأرض، في وقت أُرسلت كلاب أخرى إلى الفضاء قبل "لايكا" لكن في رحلات شبه مدارية. وكانت رحلة "لايكا" ضمن سلسلة من الرحلات التي نفذها الاتحاد السوفياتي لاستكشاف الفضاء. فقبل شهر من إرسال مركبة «سبوتنيك 2»، أرسل الاتحاد السوفياتي مركبة «سبوتينيك» الأولى كأول قمر صناعي في العالم. وتباينت التغطية الصحافية للحدث في عام 1957 بين السخرية والشفقة على الكلبة "لايكا"، خصوصاً من جانب وسائل الإعلام الأميركية والبريطانية. والرواية الروسية التي شاعت في تلك الأيام تقول إن موت "لايكا" جاء من غير شعورها بالألم، وذلك بعد أسبوع على انطلاق الرحلة إلى الفضاء، لكن أحد مسؤولي الرحلة في معهد الطب الحيوي في موسكو ويُدعى ديميتري مالاشينكو، أكد في عام 2002 أن "لايكا" ماتت بعد بضع ساعات من المعاناة التي بدأت بمجرد انطلاق المركبة. وقال مالاشينكو إن الكلبة ذُعرت من هدير وارتجاج الصاروخ القاذف، وبدأت ترتعد يائسة وقلبها ينبض بثلاثة أضعاف معدله الطبيعي قبل أن يعود الهدوء إلى المركبة مع دخولها المدار، فهدأت الكلبة. ولكن، مشكلات تقنية لم يمكن التغلب عليها ظهرت بعد قليل، وانتُزع جزء من العازل الحراري للمركبة أثناء انفصال صاروخ الإطلاق عنها. وبعد أربع ساعات، بلغت حرارة المقصورة 41 درجة مئوية بدلاً من 15 لتستمر في الإرتفاع. بعد خمس ساعات من الإقلاع، لم تصدر عن "لايكا" إي إشارة تفيد بأنها على قيد الحياة. يُشار إلى ان عشرة كلاب على الأقل ماتت في الفضاء قبل أن يُرسل الاتحاد السوفياتي في 12 نيسان (أبريل) 1961، يوري غاغارين، في أول رحلة لإنسان حول الأرض، عاد بعدها سالماً.