يستضيف متحف العلوم في لندن حتى 13 آذار (مارس) المقبل معرضاً يوثق تاريخ الاتحاد السوفياتي في غزو الفضاء ويكشف الكثير من أسراره ومنجزاته في زمن تفوقه العالمي في هذا المضمار إبان الحرب الباردة. وافتتح المعرض في حضور رائدة الفضاء الروسية فالنتينا تيريشكوفا التي كانت أول امرأة تنفذ مهمة في الفضاء في العام 1963، حين أمضت ثلاثة أيام في مدار الأرض ودارت حولها 48 مرة. وترفض هذه السيدة البالغة من العمر اليوم 78 سنة كشف بعض الأسرار المحفوظة والتفاصيل العائدة إلى ذلك العهد، ومنها ردة فعلها حين اكتشفت أنها أرسلت إلى الفضاء دون أن تزوَّد فرشاة أسنان. واكتفت بالقول «كان ذلك خطأً كبيراً» أصابها بالغضب. وروت رائدة الفضاء رحلة العودة المحفوفة بالأخطار إلى سطح الأرض، في كبسولة «فوستوك-6» البالغة من الوزن ستة أطنان، والتي ترنحت وارتجت أثناء الهبوط. وهذه الكبسولة التي دخلت التاريخ واحدة من المعروضات في المتحف. وقالت تيريشكوفا، وهي السيدة الوحيدة في العالم التي نفذت مهمة وحدها في الفضاء: «كانت رحلة العودة إلى الأرض في ذاك الزمن قاسية وصعبة التحكم». وكاد خطأ في برمجة الكبسولة أن يجعلها تبتعد عن كوكب الأرض إلى الأبد، بدل من ان تهوي باتجاه سطحه. إلا أن المهندسين في مركز التحكم الأرضي تمكنوا في نهاية المطاف من تصويب مسار المركبة، فهوت بسرعة 27 الف كيلومتر في الساعة إلى الارض، وقفزت الرائدة بالمظلة من ارتفاع سبعة آلاف متر. وبعد أكثر من خمسين عاماً على تلك الرحلة، ما زالت الرائدة تتأثر لدى وقوفها أمام الكبسولة التي اشتعلت فيها ألسنة اللهب حين دخلت في الغلاف الجوي للارض واحتكت بطبقاته بسرعة كبيرة. وتقول: «كثيراً ما أمر أمام المسبار فوستوك-6 في مركز تدريب رواد الفضاء» قرب موسكو، «وفي كل مرة أخاطبه بالقول: يا حبيبي، يا أفضل أصدقائي وأحلى الرجال!». وهذا المسبار هو أهم المعروضات في المعرض المسمى «رواد الفضاء: ولادة الحقبة الفضائية»، وهو يقبع في صالات المتحف الى جانب المركبة «ال كي 3» المخصصة للهبوط على سطح القمر، والتي ظلت سراً من أسرار قطاع الفضاء السوفياتي حتى العام 1989. ومن المعروضات أيضاً قمر اصطناعي من طراز سبوتنيك، مرحاض فضائي. ويبلغ عدد المعروضات 150، لم يسبق ان خرج معظمها من روسيا من قبل، وغالبيتها كانت مصنفة حتى وقت قريب على أنها من الأسرار العليا، وهي تؤرخ لتفوق الاتحاد السوفياتي في بداية عصر غزو الفضاء. فقد كانت موسكو سباقة في إرسال أول قمر اصطناعي الى مدار الأرض في العام 1957، وأول حيوان الى الفضاء وهي الكلبة «لايكا» في العام نفسه، وأول إنسان الى الفضاء هو رائد الفضاء يوري غاغارين في العام 1961، وأول رائدة إلى الفضاء وذلك قبل عشرين عاماً على خروج أول سيدة أميركية الى الفضاء. ويقول مدير متحف العلوم ايان بلاتشفورد: «نحن نرى أيضاً أن روسيا كانت أول بلد يحط على سطح القمر»، في إشارة إلى المركبة غير المأهولة «لونا-9» التي حطت على سطحه في العام 1966.