رفض سفير جمهورية التشيخ في الرياض سولفيك جير «تضخيم التجاوزات» التي تقع على المسلمين في بلاده، مشيراً إلى أن دولته واجهت «نقداً صحافياً» خلال العام الماضي، مؤكداً أن حكومته تعمل على «حفظ حقوق الجميع من دون النظر إلى أصولهم أو معتقداتهم». وجاءت تصريحات السفير التشيخي إثر دعوة وزارة الخارجية السعودية مواطنيها الموجودين في التشيخ، إلى «أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، وذلك بسبب النزعة العدوانية والتصريحات المسيئة ضد المسلمين في التشيخ، وتعرض بعضهم إلى اعتداءات بعد ازدياد وتيرة الكره لدى المسلمين». إلا أن السفير التشيخي في الرياض وصف ذلك ب«الهراء». وقال: «دولتي تعاني من انتقادات لاذعة في الإعلام، وهو أمر مقيت، فبلادنا على غرار البلدان الأوروبية الأخرى التي توجد فيها جماعات متعصبة، ولكني لا أفهم سبب الهجوم المستمر علينا، والتغاضي عن الدول الأخرى، مثل فرنسا وألمانيا». وأكد السفير جير أن الحكومة التشيخية «تعمل كل ما تستطيع فعله، لدحض هذه التعديات التي تنتج ضد مسلمين أو غيرهم». وأوضح أن عدد المسلمين في الجمهورية يبلغ نحو 20 ألف مسلم، وذكر أنهم «يعيشون بسلام وأمان في ديارهم»، مؤكداً أن التشيخ تُعد «دولة آمنة جداً للمسلمين وغيرهم». وأضاف: «التعدي على الآخرين أمر مرفوض، وتعاقب عليه الدولة». من جهته، أوضح المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أسامة نقلي في حديثه ل«الحياة» أنه لم يتعرض أي مواطن سعودي إلى تعد أو اعتراض، موضحاً أن الذين تعرضوا إلى تعديات «هم من المسلمين، ولكن ليسوا سعوديين». وكانت الحكومة السعودية استدعت قبل نحو شهر ممثل جمهورية التشيخ في الرياض، لتعرب له عن «استنكار المملكة واستهجانها لترجمة هذا الكتاب (آيات شيطانية) ونشره، لما يحمله من إساءات ضد الإسلام والمسلمين». وللدفاع عن موقف بلاده، قال القنصل التشيخي لدى الرياض فلاديمير لوكاستيك ل«الحياة» حينها: «إن طبع وترجمة كتاب (آيات شيطانية) لا يخالف قانون البلاد». وأضاف لوكاستيك: «إن الطبعة التشيخية التي احتجَّت المملكة على تداولها لكونها مسيئة للإسلام، صدرت منذ شهر نيسان (أبريل) الماضي»، واستطرد بالقول: «إن طبعها يأتي ضمن احترام التشيخ حرية التعبير». يذكر أن المئات خرجوا في العاصمة التشيخية براغ في كانون الثاني (يناير) الماضي، في مظاهرة احتجاجية ضد «انتشار الإسلام» في بلادهم. وشارك المحتجون في المظاهرة تلبية لدعوة جمعية تسمى «نحن لا نريد الإسلام في جمهورية التشيخ» وهم يلوحون بالأعلام التشيخية ورفعوا شعارات معادية إلى الإسلام قرب بوابة قلعة براغ وسط العاصمة. ووقف المتظاهرون «دقيقة صمت» تكريماً لضحايا الهجوم على الصحيفة الفرنسية «تشارلي أيبدو» في باريس، كما رددوا شعارات مثل «هذا هو وطننا» و«الإسلام هو الإرهاب».