بعد حملات التوعية من «سرطان الثدي» الموجهة إلى النساء في شكل خاص في تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام، يأخذ تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري منعطفاً في التوعية باتجاه الجنس الآخر. ويُخصّص الشهر الجاري لصحة الرجل، فتُنظم خلاله حملة سنوية لرفع مستوى الوعي في شأن الأمراض التي تستهدف الرجل أكثر من غيره، بما في ذلك سرطان البروستات والاكتئاب. ولم يكن اختيار شعار الحملة أو اسمها صعباً على المنظمين الذين أطلقوا الفكرة في جنوبأستراليا عام 2003. إذ اتخذوا الشارب شعاراً، و«موفمبر» اسماً مشتقاً من الكلمتين (نوفمبر وشارب). ويحلق الرجال المشاركون في الحملة ذقونهم في اليوم الأول من الشهر، ويتركون شواربهم تنمو حتى آخر الشهر. ونقل موقع «سي إن إن» الإخباري أن «مؤسسي حركة موفمبر فكروا في استخدام الشارب الذي قد يثير الكثير من الأقاويل، وسيلة لنشر التوعية حول أخطر الأمراض المنتشرة بين الرجال»، موضحاً أنه «عادة في أي حديث بين رجلين عن شارب أحدهما، قد يقومان بتسليط الضوء على خطورة بعض الأمراض مثل سرطان البروستات، والأمراض النفسية مثل الاكتئاب وقلة النشاط الجسدي». ولأن الرجال لا يُقبلون في شكل كبير على إجراء الفحوص الطبية، يتعهد المشاركون ب «القيام بالفحوص اللازمة وإرشاد من حولهم حول أهميتها». إلى ذلك، تقوم حركة «موفمبر» التي تحولت إلى منظمة بوجود عالمي، بجمع الأموال من الرجال المشاركين في «تحدي الشارب». كما يشارك أصدقاء وأهالي هؤلاء الرجال في دعمهم من خلال التبرع. ومن خلال مشاركة 5 ملايين عضو فاعل، نجحت الحملة بجمع 600 مليون دولار وتمويل 1000 برنامج طبي وأكاديمي مختص بسرطان البروستات وسرطان الخصيتين والصحة الذهنية المتردية وقلة النشاط الجسدي. وتعتبر الحملة أكبر ممول غير حكومي لأبحاث سرطان البروستات في العالم. في المقابل، توجد أيضاً منظمة «لا للحلاقة في نوفمبر» وهي منظمة غير ربحية على شبكة الإنترنت، لرفع الوعي بأمراض السرطان التي تصيب الرجال، ولجمع الأموال لدعم منظمات الوقاية من السرطان والأبحاث وأيضاً التعليم. ويقوم المشاركون ضمن حملة المنظمة خلال تشرين الثاني من كل عام منذ العام 2009، بالتخلي عن الحلاقة خلال الشهر والحديث بكثافة والتوعية عن السرطان وأساليب الوقاية. ومن ضمن المشاريع التي تقوم الحملة بتمويلها، «مستشفى أبحاث سانت جود للأطفال» و«محاربة سرطان القولون والمستقيم» و«مؤسسة الوقاية من السرطان»، إضافة إلى «جمعية السرطان الأميركية».