عند البحث عن مرض السرطان في محرك البحث «غوغل»، تظهر الكثير من المعلومات التي ربما تكون صحيحة، أو في بعض الأحيان غير دقيقة أو مضللة بشكل كبير، ما يجعل التمييز بين الحقيقة وعدم صحّة بعضها صعباً. وكشف «مركز أبحاث السرطان البريطاني» عشر خرافات متداولة بين الناس عن السرطان، أبرزها أنه مرض «حديث» لم يكن موجوداً في العصور القديمة، في حين كشف باحثون عن وجود علامات المرض على هيكل عظمي يعود إلى ثلاثة آلاف سنة، كما وصف علماء مصريون ويونانيون أعراض السرطان منذ آلاف الأعوام. ومن الخرافات المتداولة أن أطعمة معينة مثل التوت البري والشمندر والثوم والشاي الأخضر تمنع الإصابة بالسرطان، لكن على رغم أن هذه الأطعمة مفيدة صحياً، ليس لهذه المعلومة أي أساس علمي. وتقول نظرية شائعة أن الإكثار من تناول أطعمة حمضية يزيد من مستوى الأحماض في الدم، ما يجعل الإنسان أكثر عرضة لخطر الإصابة بالسرطان، لذا يتجنب كثيرون من الناس تناول هذه المأكولات، مفضلين اتباع "حمية قلوية". وأوضح العلماء أن هذه النظرية خاطئة لأنه في حين لا تستطيع خلايا السرطان أن تعيش في بيئة قلوية نسبياً، ينطبق الأمر كذلك على باقي خلايا الجسم الأساسية، مشيرين إلى عدم وجود أدلة علمية تُثبت تأثير معدل الحموضة في الجسم في احتمال الإصابة بالمرض. ومن الأفكار الخاطئة المتداولة أيضاً، أن الخلايا السرطانية تتغذى على السكر، ما يعني ضرورة إقصاء المواد السكرية تماماً من الأنظمة الغذائية لمرضى السرطان، لكن العلماء أفادوا بأنه على رغم أهمية تقليل السكر في أي نظام غذائي صحي، لا أدلة علمية توضح أن خلايا السرطان تتغذى على السكر تحديداً. ويعتقد البعض أن السرطان نوع من الفطريات، لذا يعتبرون ان "بيكربونات الصوديوم" تساعد في علاجه. ويقول أنصار هذه النظرية إن معظم خلايا السرطان لونها أبيض وتنجم عن عدوى فطريات وأن الأورام هي عبارة عن محاولة الجسم لحماية نفسه من المرض، ولكن ليس هناك أدلة تثبت صحة هذه المعلومات. وذكر الباحثون أن استخدام "بيكربونات الصوديوم" ليس الوسيلة المعتمدة للتخلص من الفطريات أساساً، بالإضافة إلى علاج الأورام السرطانية. وفي وقت تمتلئ شبكة الإنترنت بقصص عن حالات شُفيت من السرطان بطريقة طبيعية أقرب إلى المعجزة، مثل تناول أعشاب معينة، أظهرت الأبحاث أن لا دليل علمي يثبت شفاء أشخاص من السرطان بشكل طبيعي. وأشار الباحثون إلى أن القصص المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي غير موثوقة، وغالباً ما تكون إعلانات خادعة تروّج لمنتجات معينة، مؤكدين أهمية الاستناد إلى الأبحاث المدعمة علمياً في هذا المجال. ولا تقتصر المعلومات الخاطئة عن السرطان على أفضل الأطعمة لعلاجه، بل دخلت أيضاً نطاق نظريات المؤامرة. إذ يسود اعتقاد شائع بأن الحكومات وشركات صناعة الأدوية وحتى الجمعيات الخيرية، تتواطأ لإخفاء علاج السرطان، على اعتبار انها تجني الكثير من المال في مراحل علاجه الحالية، ولكن الواقع يشير إلى عكس ذلك، فشركات الأدوية تتنافس لاكتشاف علاج فاعل للمرض، في مسعى لنيل براءة اختراعه. ويرى البعض ان طرق علاج السرطان الحالية، مثل العلاج الكيماوي أو الإشعاعي والجراحة التي صُممت لقتل الخلايا السرطانية، تؤثر في الخلايا السليمة أيضاً، ما يؤدي إلى عملها بشكل غير سليم في مرحلة متأخرة من المرض بعد انتشار السرطان في أنحاء الجسم كافة. وعلى رغم صحة ذلك إلى حد ما، يقول الأطباء إن العلاج الكيماوي لا يزال الحل الأكثر فاعلية للشفاء، شرط أن يتم تشخيص المرض مبكراً. ولم يساعد التقدم في مجال البحوث لمكافحة السرطان في تغيير الرأي العام الذي يعتبر ان جهود العلماء في الوصول إلى علاج للمرض، بطيئة وغير مثمرة، على رغم أن بيانات «مركز أبحاث السرطان البريطاني» أوضحت أن فرص البقاء على قيد الحياة بين المصابين بالسرطان تضاعفت في المملكة المتحدة على مدى السنوات ال40 الأخيرة نتيجة التقدم في مجال البحوث، كما انخفضت معدلات الوفيات بنسبة 10 في المئة خلال السنوات العشر الماضية. ومن أغرب النظريات التي قد تظهر بين نتائج محركات البحث، هي أن أسماك القرش لا تصاب بالسرطان، لكن هذه النظرية ليست صحيحة علمياً.