قال رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني إن الأكراد لا يرغبون في البقاء متحدين مع العراق «مكرهين»، وإن بغداد «ستكون أول طرف نتحاور معه في خيار الاستقلال»، فيما أكد القيادي في حزب «الاتحاد الوطني» برهم صالح أن «العراق سيصبح دولة عربية بعد إنفصال الإقليم عنه». وكانت الحرب على «داعش» والخلافات بين أربيل وبغداد على مستقبل العراق وأزمته الإقتصادية والمتغيرات في الشرق الأوساط، إلى جانب الأزمة الداخلية في كردستان، أبرز محاور أعمال «ملتقى مؤسسة الشرق الأوسط للبحوث» الذي انطلقت أعماله في اربيل أول من أمس، بمشاركة مسؤولين عراقيين، وحضور مسؤولين إقليميين، بينهم م وزير الخارجية التركي فريدون سنيرلي أوغلو. وأكد بارزاني إن «مطلب استقلال إقليم كردستان حق طبيعي، ونرفض البقاء ضمن الوحدة العراقية مرغمين، وتحقيق ذلك (الإستقلال) لن يكون بالمواجهة العسكرية بل بالتفاهم والحوار، وبغداد ستكون أول طرف سنتحاور معه، خصوصاً في ما يتعلق بالنفط، والعودة إلى بغداد لا يعني أن سياستنا النفطية قد فشلت، أو ليس أمامنا خيار آخر». وعن الأزمة السياسية في الإقليم قال إن حكومته «اتخذت قرار إقصاء حركة التغيير من الحكومة كخيار اضطراري حفاظاً على الإستقرار، وقد حصل إنقلاب على التحالفات والتوافقات السابقة التي نسعى إلى مراجعتها وإبرام أخرى جديدة، وهناك حلول». وعن العلاقة مع تركيا قال: «علاقتنا استراتيجية لكنها ليست على حساب أي طرف محلي أو دولي، ومنذ تسلم حزب العدالة والتنمية الحكم تغيرت سياسة هذا البلد تجاه القضية الكردية». وأعلن مسؤولون تركمان أن سنيرلي أوغلو قدم اقتراحات إلى القادة الأكراد لحل الخلافات مع بغداد. إلى ذلك، قال برهم صالح إن على «الأكراد توحيد بيتهم الداخلي، ولعب دور فعال في رسم مستقبل الشرق الأوسط، وعلى الأطراف في سلطة الإقليم عدم تهميش الآخرين»، وأشار إلى أن «العراق سيصنف دولة عربية بعد إنفصال إقليم كردستان عنه»، وزاد أن «عدم تنفيذ الدستور هو سبب ما آلت إليه الأمور في العراق»، وحذر من أن «النظام الدفاعي يتعرض لخطر إرهابي كبير، وسط غياب حكومة وطنية، وهناك خشية وشكوك تحوم حول مطالب تشكيل قوات محلية في مدينة الرمادي مثلاً في إطار مشروع قانون الحرس الوطني». في المقابل، وصف رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري الخلافات بين أربيل وبغداد ب «العميقة»، وشدد على أن «العراق تضرر كثيراً بسبب الخلافات على النفط، ولا يجوز استمرارها بهذه الطريقة»، وأشار إلى أن «الإصلاحات يجب أن لا تخرج عن السياقات القانونية والدستورية وعبر البرلمان، واستخدامها في المزايدات السياسية مرفوض»، وختم أن «الثقة بين القوى السياسية مفقودة، ونرى أنفسنا في المربع الأول لإعادة التأسيس». وباشر الجبوري أمس عقد اجتماعات مع قيادات الأحزاب الكردية في إطار جهود وساطة لإنهاء الإنقسامات حول أزمة الرئاسة، خصوصاً بين حركة «التغيير» وحزب بارزاني، كما بحث مع وزير الخارجية التركي في الحرب على «داعش» وحاجة العراق إلى الدعم في حربه على الإرهاب».