نيروبي - أ ف ب - أكد تقرير للأمم المتحدة أن قوات الأمن التابعة للحكومة الصومالية الانتقالية تبقى على رغم المساعدة الدولية «غير فعالة وغير منظمة وفاسدة» وما زالت تعاني من «ثقافة الميليشيات». وقال تقرير مجموعة المراقبة في الأممالمتحدة حول الصومال الذي سيعرض هذا الأسبوع على مجلس الأمن، إن «المأزق العسكري الحالي في الصومال ليس ناجماً عن قوة المعارضة المسلحة، بقدر ما يعكس ضعف الحكومة الانتقالية». وأضاف أنه «على رغم المساعدة الدولية، خصوصاً (في مجال) التدريب ما زالت قوات الأمن الحكومية غير فعالة وغير منظمة وفاسدة». وأشار التقرير الذي حصلت وكالة «فرانس برس» على مقتطفات منه، إلى أن قوات الجيش والشرطة ما زالت مجموعة «غير متجانسة من ميليشيات مستقلة موالية لمسؤولين حكوميين أو عسكريين يستفيدون من اقتصاد الحرب ويرفضون الاندماج تحت قيادة واحدة»، مؤكدة أن قوة السلام الأفريقية هي التي «تضمن للحكومة بقاءها... وليس قواتها الخاصة». ولا تسيطر الحكومة الصومالية المتداعية التي تدعمها الأسرة الدولية، سوى على قسم صغير من مقديشو بفضل خمسة آلاف جندي بوروندي وأوغندي من قوة السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، تتعرض لهجمات شبه يومية من قبل المتمردين الإسلاميين. وتبسط «حركة الشباب المجاهدين» التي أعلنت ولاءها لتنظيم «القاعدة»، سيطرتها على القسم الأكبر من وسط وجنوب الصومال. وبإمكان الحركة كغيرها من الفصائل الإسلامية المتمردة أن تعول على دعم اريتريا الذي تواصل حتى العام 2009، كما أفاد التقرير، في انتهاك للحظر على الأسلحة وعلى رغم العقوبات الجديدة التي فرضتها الأممالمتحدة على أسمرا. واعتبر التقرير أنه «منذ نهاية 2009، وربما تجاوباً مع الضغط الدولي، تراجع حجم وطبيعة الدعم الاريتري وبات أقل وضوحاً، لكنه لم يتوقف». وأشار إلى أنه خلال العام الماضي «واصلت حكومة اريتريا تقديم المساعدة السياسية والديبلوماسية والمالية والعسكرية لمجموعات المعارضة المسلحة... ما يعتبر انتهاكاً للقرار الدولي الرقم 1844». وأعلنت الحكومة الصومالية قبل أسابيع عزمها على شن هجوم كبير في مقديشو على المقاتلين الإسلاميين بدعم من القوة الأفريقية. وأوضح التقرير أنه في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، أعيد تنظيم مجموعات تدربت في جيبوتي ضمن كتائب بدعم من القوة الأفريقية، وأن القوات الصومالية كانت تتشكل آنذاك من «نحو 2900 عسكري نظامي إلى جانب عدد إضافي من المقاتلين». وأوضح التقرير أن «الحكومة الصومالية الانتقالية تحظى أيضاً بدعم ميليشيات عدة ينشط بعضها رسمياً تحت سلطة الجيش أو الشرطة» قُدر عديدها في نهاية 2009 «بما بين خمسة إلى عشرة آلاف في مقديشو... وفي الواقع غالبية القوات الحكومية غير نظامية وذات طابع قبلي وتتسم خصوصاً بهيمنة التسويات الشخصية على مستوى قيادتها». وشدد الخبراء الذين أعدوا التقرير على أن «ثقافة الميليشيات، تلك الذهنية وذلك التصرف (كمجموعات مسلحة) تبقى شائعة في صفوف الجيش»، مشيرين إلى أنه تبين أن ميليشيا «أهل السنة والجماعة» الصوفية المسلحة، حليفة الحكومة في وسط البلاد، «أكثر فعالية من القوات الحكومية، إذ كبدت الشباب خسائر كبيرة». ولفت إلى أن «الحكومة الصومالية لم تفلح أبداً حتى يومنا هذا في نشر وحدة عسكرية في حجم فوج أو لواء على ساحة المعركة... وفي غضون سنة، لم تحصل القوات الحكومية سوى على نتائج قليلة وما زال خط المواجهة (في مقديشو) على بعد أقل من 500 متر من مقر الرئاسة».