أوضحت نتائج أولية للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق أمس ان الائتلاف الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي سجل تقدماً كبيراً في البصرة وحل «الإئتلاف الوطني» ثانياً. وكان المالكي حصل على غالبية الاصوات في بغداد، وأصبح مقتنعاً بأنه سيكون الرئيس المقبل للوزراء، وينطلق بمفاوضته مع الكتل الأخرى انطلاقاً من هذه القناعة، خصوصاً بعدما استطاع التغلب على منافسيه في «الإئتلاف» الشيعي ذي الصلات الوثيقة بطهران بهامش كبير. وتأتي القائمة العراقية التي يرأسها رئيس الوزراء السابق اياد علاوي وهي قائمة علمانية تضم طوائف مختلفة في المركز الثالث بفارق بسيط عن الائتلاف الشيعي. لكن الفوارق في الاصوات التي جمعت حتى أمس تشير الى ان تشكيل حكومة جديدة واختيار رئيس للوزراء قد يستغرق اسابيع او اشهراً من المفاوضات والمساومات. وحذر المحلل السياسي حازم النعيمي من تقدير نتائج بغداد بأكبر من حجمها لانه لم يتبين بعد أي المناطق في المدينة - المنقسمة على اسس طائفية الى حد كبير بعد موجة القتل والفرار التي انطلقت في 2003 تمثلها هذه النتائج وقال إنها ستتوزع بين الكتل بنسب شبه متساوية وهذا يعني أنه لن تكون هناك كتلة فائزة بفارق كبير. وكانت النتائج الأولية أول من أمس وشملت نصف المحافظات أكدت تقدم المالكي في خمس منها فيما تقدم «الائتلاف الوطني» الذي يضم بعض حلفاء المالكي السابقين في واحدة. وجاءت نتائج البصرة أمس لتؤكد تقدم رئيس الوزراء في هذه المحافظة بعد فرز أكثر من ستين في المئة من الأصوات، فيما حل الإئتلاف الشيعي في المرتبة الثانية بفارق كبير وحل علاوي ثالثاً. وكان رئيس الوزراء السابق تقدم بفارق كبير في محافظتين يغلب السنّة على سكانهما شمال بغداد وهما ديالى وصلاح الدين في حين تتقدم الاحزاب الكردية القوية في اربيل. وحتى قبل ان تتضح صورة الانتخابات على المستوى الوطني فإن المناورات السياسية جارية حالياً. وأجرى علاوي - الذي يدرك عنصر الحسم الذي قد تمثله الاقلية الكردية - محادثات مع مسعود بارزاني. وقال انه جاء لاجراء محادثات مع القيادة الكردية وان الجانبين يشتركان في وجهة النظر في ما يتعلق بما يجب أن يحدث في العراق. وهناك نظريات عدة للتحالفات المحتملة، ليس بناء على نتائج الانتخابات فحسب، بل على التوافق بين الشخصيات الرئيسية مثل المالكي وعلاوي. ولا يزال من المبكر القول مع من ستتلاقى مصالحهم. ومع اكتمال فرز أكثر من ستين في المئة من الاصوات قال مسؤولون إن ائتلاف المالكي حصد 158763 صوتاً في بغداد مقارنة مع 108126 للائتلاف الوطني العراقي و104810 أصوات للقائمة العراقية. وقال جوست هيتلرمان، (رويترز) الخبير في المجموعة الدولية لمعالجة الازمات «حان الوقت كي تحقق مفوضية الانتخابات بجدية في مزاعم التزوير. اذا استمرت الشكاوى ستواجه مشكلة خطيرة تتعلق بمشروعية الانتخابات ولا سبيل الى الاستقرار الا بقبول الخاسرين النتائج». وتحظى نتائج الانتخابات بمتابعة دقيقة في واشنطن. وتعتزم ادارة الرئيس باراك اوباما خفض عدد قواتها الى النصف في الشهور القليلة المقبلة لتنهي رسمياً العمليات القتالية.