نشرت شركة «باربي» أخيراً مقطع فيديو يظهر فتيات صغيرات يتقمصن مهن أشخاص بالغين، رداً على انتقادات تلقتها «باربي» لفرضها «قيوداً على مخيلة الأطفال» عبر حصرهم بعدد محدود من الوظائف التي تقوم بها المرأة غالباً، ما يجعلها في منافسة مع دمية جديدة تعرف ب«ملكة افريقيا» أصبحت من أكثر الدمى مبيعاً في دول افريقيا. ويظهر الفيديو طفلة صغيرة تدخل قاعة جامعية لتقدم نفسها للطلاب على أنها البروفسور، بينما تعرف طفلة أخرى عن نفسها على أنها طبيبة بيطرية تعالج الحيوانات عند دخول أحد الزبائن. وتقود طفلة فريقاً رياضياً وتدربهم على أداء بعض الأنشطة البدنية، وسط ذهول اللاعبين، فيما تجلس طفلة وسط الكبار في مطار، وهي منشغلة بمحادثة هاتفية. وذكرت الصحافية جيسيكا فالنتي في مقالها على صحيفة «ذي غارديان» البريطانية أن مقطع الفيديو الذي نشرته «باربي»، هو محاولة لتحسين صورتها أمام الانتقادات الموجهة إليها في شأن ترسيخ صور نمطية لدى الفتيات عن دور المرأة في المجتمع. وقالت فالنتي إن الفيديو يسعى الى قناع العالم بأن «باربي» تساعد الفتيات على تخيل أنفسهن في أي مهنة يحلمن بها، إلا أن الشركة تتجاهل تماماً شكل الدمية الذي يروج لمعايير ثابتة وصعبة للجمال، مثل البشرة البيضاء والجسم النحيف والخصر الضيق. وانخفضت مبيعات «باربي» بنسبة 16 في المئة للعام الحالي، ويتوقع الخبراء تراجع إيراداتها للمرة الأولى منذ فترة طويلة، في ظل مخاوف بعض الآباء من شراء «باربي» لبناتهم حتى لا يصبحن مهووسات بالتشبه بشكلها واعتبارها مقياساً للجمال. ولم يجد النيجيري تاوفيك أوكوايا (43 سنة)، حلاً لمشكلة عدم توفر دمى مناسبة لإبنة أخيه، إلا من خلال ابتكار دمية جديدة سماها «ملكة افريقيا»، ترتدي ثياب الأفارقة ولها بشرة داكنة. وأصبحت «ملكة افريقيا»، إحدى أكثر الدمى مبيعاً في دول افريقيا، إذ يباع منها بين ستة آلاف إلى ثمانية آلاف دمية شهرياً في نيجيريا فقط. ويعود نجاحها إلى شعور الأطفال بأنها أقرب شبهاً إليهم ولا تختلف كثيراً عنهم، وبخاصة أنها تحاكي تقاليدهم وعاداتهم.