تشهد السوق البريطانية تخفيضات على أكثر من نصف السلع المعروضة في المتاجر مع اقتراب موسم الأعياد، إضافة إلى عروض خاصة على عدد كبير من البضائع، وسط مخاوف لدى البعض من تغيّر السلوك الاستهلاكي لدى المواطنين. وأوضحت مجموعة "اي ار اي" المختصة في أبحاث التسويق أن "التخفيضات لا تكون على السلع المميزة، لكنها تشمل غالبية المنتجات التي يريد تجار التجزئة التخلص منها". واعتبر نقاد أن "تكتيك حجب الكلفة الحقيقية للبضائع من خلال العروض والتنزيلات، يمكن أن يحمل أنباء سيئة لتجار التجزئة، والتي قد يفهم منها المستهلكون أنه موسم تخفيضات". ووجدت دراسة أجرتها مجموعة "اي ار اي" أن التنزيلات على نحو 54.6 في المئة من السلع التي تباع أصلاً في السوبرماركت ومحال التجزئة الكبرى، كانت في كل المحال الصغيرة بالأسعار نفسها. وذكر موقع "ذي غارديان" البريطاني أن "المملكة المتحدة هي الأكثر تخفيضاً في الأسعار على مستوى أوروبا". ونقل عن "اي ار اي" تحذيرها في تقرير من أنه "إذا استمر نهج التنزيلات في المملكة المتحدة، سيبرز نمط مقلق من السلوك لدى المستهلكين". وأضافت أن "الصناع قد يجدون صعوبة في التعافي، لأن مثل هذه المستويات العالية من التنزيلات ستصبح متأصلة في نفسية المستهلكين، وستحتاج إلى العمل بجد للغاية لإعادة تثقيفهم حول وجود توازن أكثر استدامة بين الترويج وبين الأسعار الحقيقية". وخلص التقرير إلى أن "المستهلكين في المملكة المتحدة تدربوا، في شكل غير مقصود، على الشراء في فترات التخفيضات، لكن هذا السلوك لا يدل إلى وجود أي علامات على التباطؤ، لكنه يعني أيضاً أن تأثير التنزيلات يتناقص مع كل عرض جديد، ويصبح أقل فاعلية". وقالت مجموعة "الدفاع عن حقوق المستهلكين" إنه "يجب على تجار التجزئة اتباع نظام تسعير شفاف، حتى يعرف المتسوق ما إذا كان سيحصل على صفقة حقيقية أم لا". وأوضح المدير التنفيذي للمجموعة ريتشارد لويد أن "أكثر من 21 ألف مستهلك قالوا لنا إنهم وجدوا ممارسات مضللة حول الأسعار من قبل المحال". وتابع أنه "حان الوقت لتجار التجزئة أن يكونوا عادلين، وأن تكون عروضهم حقيقية".