اندلعت مواجهات أمس بمختلف الأسلحة بين ميليشيات الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة ومقاتلي المقاومة الشعبية الذين تصدوا لمحاولة الميليشيات فتح جبهة من منطقة الدمنة جنوب شرقي تعز باتجاه الغرب لقطع طريق الإمداد الرابط بين عدن وتعز وذلك لمنع وصول إمدادات التحالف إلى المقاومة والجيش الوطني في تعز. وفي محافظة شبوة شرق اليمن اندلعت اشتباكات بين ميليشيات الحوثي ومسلحين من قبائل آل عريف في منطقة بيحان قاموا بمنع الحوثيين من دخول مناطقهم. وترفض القبائل توقيع أي اتفاقات مع ميليشيات الحوثي وصالح، ونفذ طيران التحالف غارات لإسناد المقاومة الشعبية من رجال القبائل التي ترفض تواجد الحوثيين في مناطقها. وأوضحت مصادر المقاومة أن المواجهات مستمرة حيث تحاول الميليشيات بمساعدة قياديين في حزب «المؤتمر الشعبي» التقدم إلى مركز مديرية السراخ والانتشار في الهضاب الواقعة جنوب جبل صبر للسيطرة على شبكة الطرق الثانوية التي تصل منها الإمدادات العسكرية إلى المقاومة في تعز وضواحيها. من جهة أخرى ذكرت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» ومصادر مصرفية أمس إن البنك المركزي اليمني توصل إلى اتفاق مع البنوك التجارية العاملة في اليمن وشركات الصرافة لمحاولة دعم العملة المحلية (الريال). وسعر الصرف الرسمي للريال هو في حدود 214 مقابل الدولار منذ عام 2014 لكن كثيراً من الشركات والأفراد يستخدمون السوق السوداء للحصول على العملة حيث سقط سعر الريال على مدى الشهور الماضية بسبب الحرب الأهلية. ويعاني اليمن ضائقة مالية غير مسبوقة منذ الانقلاب الذي قام به الحوثيون على السلطة الشرعية وتوقف تصدير النفط الذي تشكل إيراداته 70 في المئة من مداخيل البلاد كما توقفت جميع المساعدات الخارجية والاستثمارات الأجنبية وعائدات السياحة. وتدفع الأوضاع المتردية وحالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي الريال اليمني إلى فقدان المزيد من قيمته وهبوط سعر صرفه أمام الدولار وبقية العملات الصعبة. وفي استجابة للاتفاق بين البنك المركزي والبنوك التجارية تحسن السعر في السوق الحرة إلى حوالى 247 ريالاً للدولار. وقالت المصادر المصرفية أنه بناء على الاتفاق الذي سيطبق في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون والمناطق التي تسيطر عليها القوات الموالية للشرعية تعهدت البنوك التجارية بتزويد التجار بالدولارات لتغطية احتياجات الواردات ووقف المضاربة على الريال. وقالت مصادر مصرفية إن محافظ البنك المركزي محمد عوض بن همام - الذي يتولى منصبه منذ ما قبل سيطرة الحوثيين على صنعاء - كان غادر العاصمة لنحو شهرين ونصف هذا العام لكنه عاد في 30 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي لاستئناف عمله. إلى ذلك قال مسؤولون محليون في عدن أمس إن رحلات جوية نقلت مساعدات غذائية عاجلة وخياماً إلى جزيرة سقطرى اليمنية التي اجتاحها إعصار «شابالا» الذي تسبب في نزوح 40 ألف شخص. وأحدثت الرياح أمواجاً عاتية في عدن كبرى مدن الجنوب اليمني اجتاحت الطرق المحاذية للشاطئ وأدت إلى غرق مركب صيد. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن التقارير الأولية تشير إلى أن أكثر من 40 ألف شخص نزحوا أو تم إجلاؤهم لفترة وجيزة عن المناطق الساحلية التي ضربها الإعصار وأن 450 منزلاً على الأقل تضررت ودمرت. وذكرت منظمة الصحة العالمية أمس أنها سلمت ألف عدة صحية طارئة لألف مريض في المكلا، وتقوم بتوفير الوقود وسيارات الإسعاف. وأشارت إلى أن نحو 1,8 مليون شخص يتواجدون حالياً في المكلا وشبوة، من بينهم أكثر من مئة ألف نازح و27 ألف لاجئ ومهاجر. وتعطلت جهود الدفاع المدني بسبب الحرب الدائرة في اليمن وعبر سكان عن اليأس من الحصول على أي مساعدة قريباً.