احتفلت ولاية القيروانالتونسية بالدورة الثالثة من "المهرجان الوطني للغيتار" الذي يقدم عروضاً موسيقية متنوعة لمواهب محلية تتخصص في العزف على هذه الآلة. ونظم المهرجان الذي استمر ثلاثة أيام، بدءاً من 30 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، في المركب الثقافي "أسد بن الفرات"، وشملت فاعلياته فقرات موسيقية ومسابقات للعازفين الهواة، إضافة إلى ورش تدريبية للعزف على الغيتار، بإشراف معلمين متمرسين. وقال مدير المركب الثقافي مولدي العنيزي إن "هذه الدورة تمتاز عن سابقتيها بتزايد تعاون أطراف المجتمع المدني في إطار عمل ثقافي تشاركي"، مؤكداً أن "صنع الثقافة لا يقع على عاتق وزارة الثقافة فقط، بل يشمل جميع أعضاء المجتمع حتى تصل الفائدة إلى مختلف الطبقات الاجتماعية". وأشار العنيزي إلى أن "الدخول إلى المهرجان كان مجانياً، بهدف استقطاب الشباب للفن والمؤسسات الثقافية، وفتح الأبواب أمامهم للإبداع والتعبير، وشغل وقتهم بأعمال مفيدة، بدلاً من تركهم في فراغ قد يجذبهم إلى نشاطات خطرة، مثل الإرهاب والتطرف". ولفت العنيزي إلى أن الفن في تونس بعد الثورة "نجح في أن يكون متنوعاً، لكنه يعاني بسبب نقص التمويل"، مضيفاً أن "الموازنات المخصصة للثقافة تنقص يوماً بعد يوم، على رغم أهمية الخطاب الفني والثقافي في مجتمع لا يزال يشهد مخاضاً ثورياً". ودعا العنيزي صناع القرار في تونس إلى دعم الثقافة وتقدير قيمتها، لتبني بدورها الفكر والمجتمع والفرد".