تخوض ست فتيات روسيات منذ 28 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، تجربة فضائية علمية فريدة تحاكي الرحلة إلى القمر، من خلال المكوث داخل كبسولة فضائية ثمانية أيام. وتجرى هذه التجربة في إطار برنامج "لونا - 2015 " (القمر – 2015) الذي وضعه "معهد الطب البيولوجي" التابع ل "أكاديمية العلوم الروسية". وذكر موقع "روسيا اليوم" أن "ست متطوعات من العاملات في معهد الطب البيولوجي تتراوح أعمارهن بين 25 و34 سنة، تطوعن لإجراء التجربة العلمية". وتابع أنهن "سيمكثن في كبسولة مغلقة من نوع ET - 150 ثمانية أيام كاملة". وأضاف أن التجربة التي تقتصر على النساء فقط، تقوم على "محاكاة الرحلة من الأرض إلى القمر والعودة إلى الأرض مجدداً، تحت إشرف عدد من الخبراء الذين سيرصدون تأثير العزلة في النساء". وقال الموقع أن "المتطوعات سينفذن خلال التجربة مهمات وضعها الخبراء". وأشار إلى أن الكبسولة "ET - 150" تحتوي على "غرف منفصلة ومطبخ ومرافق صحية وتجهيزات رياضية ومنظومة إزالة نفايات". واعتادت روسيا إجراء تجارب فضائية مشابهة، ففي عام 2010 أطلقت تجربة إرسال مركبة مأهولة إلى المريخ، بمشاركة ستة متطوعين عاشوا على مدى 520 يوماً، ظروفاً مشابهة لرحلة مركبة فضاء نحو الكوكب الأحمر، والبقاء على سطحه شهراً ثم العودة إلى الأرض. وأعلنت "وكالة الفضاء الروسية" آنذاك بدء التجربة التي حملت اسم "المريخ 500"، بعد تحضيرات استمرت أكثر من سنتين، سبقتها تجارب مشابهة استمرت فترات قصيرة. وشارك في الاختبار الذي كان الأول من نوعه آنذاك، ثلاثة متطوعين روس ومتطوعان أوروبيان وآخر صيني، واختير المشاركون في التجربة من بين آلاف الأشخاص بعد خضوعهم لفحوص واختبارات. وأدى المشاركون في هذه التجربة دور طاقم المركبة الفضائية المحلّقة صوب المريخ. وترأس الطاقم أحد الباحثين الروس، بينما تتولى بقية أعضاء الفريق المهمات التي ينفذها عادة رواد فضاء وباحثون مختصّون. وعُزِل الفريق داخل كبسولة كبيرة صمّمت لتحاكي مركبة فضاء. وبموجب الخطة التي أشرف على تنفيذها علماء روس وأوروبيون وصينيون، تنقسم التجربة إلى ثلاث مراحل، تستغرق الأولى 240 يوماً هي المدة اللازمة لوصول مركبة الفضاء الافتراضية إلى المريخ. وخلال هذه المرحلة، أدى "الرواد" مهمات تتضمّن إصلاح أعطال قد تطرأ على المركبة، والحفاظ على الاتصال بمركز التحكّم بالرحلة. وتحاكي المرحلة الثانية هبوط المركبة على سطح الكوكب الأحمر، ثم الإقامة على سطحه ثلاثين يوماً، مع إجراء دراسات وبحوث. فيما تحاكي المرحلة الثالثة التي تستغرق أيضاً 240 يوماً، رحلة العودة من المريخ إلى الأرض. وتجول ثلاثة من أفراد الطاقم، هم روسي وفرنسي وصيني، على سطح صُنِع ليُحاكي المريخ، خلال الفترة المخصصة ل "الإقامة"على سطح هذا الكوكب، بينما تلقى الجزء الثاني من الفريق المعلومات التي بثها المتجوّلون، إضافة إلى المواد التي جمعوها من سطح الكوكب الأحمر. وشارك في هذه الرحلة الافتراضية من الجانب الروسي، آليكسي سيتيف وألكسندر سموليفسكي وميخائيل سينيلنيكوف. ومن الجانب الأوروبي، الفرنسي رومان شارليه الذي يعمل مديراً لشؤون جودة السلع في شركة "سوتيرا" للألواح الإلكترونية، والإيطالي دييغو أوربينا وهو خبير في شؤون الفضاء، إضافة إلى الصيني فانغ يوا الذي يعمل أستاذاً مساعداً في المركز الفضائي. وأوضح مدير مشروع "المريخ 500" بوريس موروكوف آنذاك أن إدارته تعوّل على تحقيق اختراق في جهود إنجاز رحلة مأهولة إلى الكوكب الأحمر. وقال أن "رواد الفضاء في التجربة، سيتناولون مواد معلّبة وحبوباً بديلة للغذاء ومقوّيات". وبدأت تجربة "المريخ 500" في 3 حزيران (يونيو) 2010 في معهد المسائل الطبية الحيوية في موسكو، حيث عاش المتطوعون الستة الذين تراوحت أعمارهم حينذاك بين 26 و38 عاماً.