استنكرت المفوضة الأوروبية للشؤون السياسية فيديريكا موغيريني الحديث عن «صراع بين الحضارات»، وقالت: «لا يوجد صراع، وإنما تعاون من أجل مصلحة البشرية». وجزمت خلال محاضرة لها في جامعة القاهرة أمس على هامش زيارتها مصر، ب «أن دعاوى الفرقة بيننا لن تنجح في تحقيق أهدافها، بخاصة تلك التي تصوّر أننا في حرب». ورأت أن من يزعم بأن الغرب العدو الأكبر للإسلام «يكذب علينا»، رافضة أي قول أن تنظيم «داعش» يمثّل الإسلام. وقالت: «إننا - أوروبا والعرب والمسلمين - نقف على أرض واحدة وبيننا الكثير من المصالح والأمور المشتركة». وشددت على اهتمام الاتحاد الأوروبي ب «حل النزاعات التي تشهدها المنطقة والكثير من دولها وفي مقدمها القضية الفلسطينية، إلى جانب التوصل إلى تسوية سياسية تحقق الأمن والاستقرار في كل من سورية وليبيا واليمن وتحفظ كيانات هذه الدول ووحدتها». والتقت موغيريني أمس الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، كما اجتمعت على هامش الزيارة التي بدأتها أول من أمس، بوزير الداخلية المصري مجدي عبدالغفار الذي أوضح لها أن السياسة الحالية لوزارة الداخلية «تهدف إلى الموازنة بين الحفاظ على الأمن واحترام الحقوق الأساسية للمواطنين، على رغم شراسة المواجهات التي تخوضها الشرطة مع العناصر الإرهابية». وقدم الوزير المصري، وفقاً لبيان الداخلية، عرضاً «لأبرز التطورات الأمنية على الصعيدين الإقليمي والمحلي وجهود محاصرة التنظيمات الإرهابية ومواجهة الفكر المتطرف». وكانت موغيريني اجتمعت فور وصولها أول من أمس إلى القاهرة بوزير الخارجية سامح شكري قبل أن يعقد الجانبان مؤتمراً صحافياً أكدا فيه «العمل على تدعيم العلاقات واستئناف آليات التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي، والتي توقفت خلال الفترة الماضية». وأشار وزير الخارجية إلى أن المحادثات ركزت - إضافة إلى العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي - على مجمل القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها ليبيا واتفاق الصخيرات، مؤكداً حرص مصر على أن يكون الخروج من الأزمة الليبية من خلال عملية ليبية تؤدي إلى استقرار ليبيا ووحدة أراضيها. وشدد على أن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الليبية يحظى بأولوية حتى تستطيع هذه الحكومة مواجهة التحديات الكثيرة، وتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، وأيضاً مواجهة الإرهاب. وأضاف: «تناولنا أيضاً الأزمة في سورية، وشاركنا في اجتماع فيينا الذي عقد يوم الجمعة الماضي، ونرى أن الحل السياسي هو الذي يجب السير في دربه، والحرص عليه، والعمل على إنجاحه». واجتمعت موغيريني أمس بالأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وبحثت معه العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والجامعة والوضع في المنطقة.