نفى مصدر عسكري مصري ما تردد حول تنفيذ ضربة جوية مشتركة بين مصر والإمارات ضد معاقل إرهابية في مدينة طرابلس الليبية. وقال المصدر إن المدينة الليبية تبعد عن مصر بمسافة تزيد على 1600 كيلومتر؛ ما يصعب معه توجيه ضربة جوية. لافتًا إلى أن مثل هذه الأخبار مُغرضة، ولا أساس لها من الواقع، وتستهدف إثارة الصراع والفتنة في المنطقة. وأوضح المصدر أن القوات المسلحة المصرية لا تعمل خارج حدود الدولة المصرية، وحال قيامها بمهام خارج الحدود تتم وفقًا لضوابط كفلها الدستور والقانون، ولا يمكن تجاوزها، أو التغاضي عنها، إضافة إلى وجود الكثير من الصعوبات الفنية المرتبطة بعمليات تنفيذ ضربات جوية خارج الحدود، أهمها المدى الزمني المستغرق للضربة، وبُعد المسافة. وأشار المصدر إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أنهى تلك الشائعات إلا أن بعض الوكالات الأجنبية تحاول إثارة الصراعات والفتن داخل المنطقة العربية، وتسعى لتشويه العلاقة العربية الوثيقة بين مصر وليبيا، التي تتعاون مع الجيش المصري في تأمين كامل الحدود الغربية. وكشف المصدر أن الطائرات التي أعلنت غرفة ثوار ليبيا قيامها بالقصف الجوي لمدينة طرابلس الليبية منذ أيام عدة مقاتلة وقاذفة بقنابل من طراز سوخوي 24، مشيراً إلى أن ذلك الطراز من الطائرات لا يخدم بالقوات الجوية المصرية على الإطلاق، وداعيًا المواقع الإخبارية الأجنبية إلى التحقق من الأخبار والمعلومات التي يتم نشرها وتداولها حول القوات المسلحة المصرية، ودراسة مدى تأثيرها على منظومة الأمن القومي لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها. من جهة أخرى، بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري مع وزيرة الخارجية الإيطالية فيديريكا موجيريني آخر تطورات الأوضاع في الأراضي الليبية، وذلك في ضوء الأهمية المشتركة التي يوليها الجانبان للشأن الليبي، وانعكاساته على منطقة المتوسط، وأخذاً في الاعتبار استضافة مصر للاجتماع الوزاري الرابع لدول الجوار الجغرافي لليبيا الذي عُقد الاثنين. وأوضح السفير الدكتور بدر عبد العاطي المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أن شكري استعرض خلال الاتصال الجهود المكثفة التي تبذلها مصر بالتعاون مع دول الجوار الليبي لاستعادة الأمن والاستقرار في ليبيا. وقدم شكري بناءً على طلب الوزيرة الإيطالية شرحاً مفصلاً لعناصر المبادرة التي تبناها الاجتماع الوزاري، والهدف منها والمبادئ التي تستند إليها، وأهمها: احترام وحدة وسيادة ليبيا، ورفض أي تدخل في شؤونها الداخلية، والالتزام بالحوار الشامل، ونبذ الإرهاب، وبدء حوار بين الأطراف السياسية التي تنبذ العنف وصولاً لتحقيق الوفاق الوطني والمصالحة، ووضع دستور جديد للبلاد، وتنازل جميع الميليشيات والعناصر المسلحة عن حمل السلاح واللجوء للعنف، وذلك وفق نهج متدرج المراحل ومتزامن من حيث التوقيت، والتشديد على التزام الأطراف الخارجية بالامتناع عن توريد وتزويد الأطراف غير الشرعية للسلاح بجميع أنواعه، إضافة إلى دعم دور المؤسسات الشرعية للدولة، وعلى رأسها مجلس النواب، وإعادة بنائها وتأهيلها، بما فيها الجيش والشرطة. إلى ذلك أكد السفير فايز جبريل سفير ليبيا في القاهرة أن هناك خطراً حقيقياً يواجه ليبيا بسبب الوضع الأمني الهش، موضحاً أن خطر التنظيمات الإرهابية يهدد المنطقة بأكملها، وليست ليبيا فقط. واعتبر جبريل أن المبادرة المصرية لحل الأزمة الليبية تأتي إيماناً منها بدعم العملية السياسية وعودة الاستقرار إلى ليبيا، على الرغم من انشغالها بقضية غزة وقضاياها الداخلية، إلا أن (مصر) دائماً «تقود ولا تقاد»، ودورها أصبح كاملاً في كل قضايا الوطن العربي. وأشار سفير ليبيا في القاهرة إلى أن الشعب الليبي يقدر دور مصر رئيساً وشعباً لاستضافة الاجتماع رفيع المستوى بشأن ليبيا. وكان قد وصل إلى القاهرة أمس الثلاثاء عقيلة صالح عيسى رئيس مجلس النواب الليبي قادماً على رأس وفد بطائرة خاصة في أول زيارة لمصر بعد انتخابه رئيساً للبرلمان الليبي الجديد. ومن المقرر أن يلتقي رئيس البرلمان الليبي خلال زيارته الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وكبار المسؤولين المصريين وجامعة الدول العربية لبحث التطورات الأخيرة في ليبيا على ضوء الاجتماع الأخير لوزراء خارجية دول جوار ليبيا.